عاصم بن عمرو أخو كعب يتفق مع أبطال بنى مازن فى المطالبة بثأر كعب وأعلن خصومته كما أن رجال بنى حجبا تهيئوا لأسباب القتال فاجتمع رجال الطرفين فى موقع رحابة وأخذوا يتقاتلون.
وقد تحمل رجال الأوس وتجلدوا فى ميدان المعركة وأظهروا بعض البطولات إلا أنهم لم يتحملوا هجمات رجال الخزرج الشديدة وفروا فى النهاية منهزمين، وانفصل رئيس قبيلة الأوس عن الفارين ودخل فى القلعة المشهورة ب «ضحيان» مع أتباعه وأغلق أبوابها.
وكان أخو كعب المقتول عاصم بن عمرو يصر على أخذ ثأر أخيه من أحيحة بن الجلاح، وأخذ يبحث عن طريقة للوصول إلى أحيحة وقتله قائلا:«إنه زمن الانتقام تماما» وأخذ يتجول حول ذلك الحصن فى الليالى، وفى ليلة ما كان أحيحة قد خرج من الحصن ليسترق السمع للأحداث وأطلق أمامه الكلاب للأطراف والأكناف وأخذ ينظر إلى أطرافه الأربعة نظرات متجسسة قائلا: «يا ترى من أين يمكن أن يأتى العدو وقد هيأ عاصم بعض التمر وسار نحو حصن ضحيان ورمى عدة ثمرات لكل كلب يقابله حتى يمنعه من النباح واقترب من الحصن، ولكن أحيحة قد دخل حصنه وقد أقلقه نباح الكلاب أولا وسكوتها بعد ذلك ولكن عاصم قد رأى رغبة دخول أحيحة فى الحصن فأطلق من خلفه سهما ولكنه اصطدم بباب الحصن ولم يصب أحيحة ولما رأى ذلك هرب حتى ينجو من الوقوع فى أيدى الأوس.
ولما عرف أحيحة أن السهم الذى أطلق كان يقصده وأدرك أن غير عاصم لن يتجرأ على الاقتراب من الحصن بهذا القدر فجمع فتية القبيلة وأطلقهم من خلف عاصم إلا أن الوقت قد مر حتى يجتمع رجال القبيلة مما أعطى الفرصة لعاصم أن يصل إلى مقر قبيلته فلم يستطع رجال الأوس القبض على عاصم وعادوا وقد اغتاظ أفراد قبيلة أحيحة من فشلهم فى القبض على الفريسة التى أتت برجليها إلى الفخ وعودتهم يائسين وعلى إعطاء فرصة للفرار لعدو كبير قتلوا فى معركة رحابة أخاه كعب بن عمرو هذا.