يشتمون بعضهم بعضا وأشعلوا نار الحرب وبذل كل واحد من الطرفين أقصى جهده ليتغلب على الطرف الآخر.
يوم فارع-كان قائد القبائل الأوسية فى يوم فارع معاذ بن نعمان بن امرئ القيس الأشهلى والد سعد من الأنصار الكرام وكان قائد القبائل الخزرجية عمرو بن الإطنابة ولم تترك الحرب والقتال إلا بعد تأدية الدية المقطوعة للغلام القضاعى الذى فى حماية معاذ بن نعمان دية أخيه الذى قتل من طرف ابن النجار، وشغلت هذه القبائل من حين لآخر بالقيام ضد بعضها إلا أن أى طرف من الطرفين لم يستطع أن ينتصر على الطرف الآخر انتصارا قاطعا لذا رفعا المخاصمة من بينهما بعد يوم فارع واتفقا ضد اليهود.
وعقدا روابط الصداقة بينهما وتركا العداوة بينهما وعاشا متآخين مدة طويلة يعرض كل طرف للطرف الآخر مظاهر المودة والمخادنة ولكن العلاقات بينهما قد ساءت وفسدت وذلك بسبب الدسائس التى ألقيت بينهما فتسببا فى ملحمة يوم الجسر (١) بعد وقعة حرب سمير بمائة سنة.
يوم الجسر-وسبب وقوع وقعة يوم الجسر قتل حاطب بن قيس يهوديا تحت حماية يزيد بن الحارث الخزرجى.
وكان حاطب بن قيس من رؤساء أعيان قبائل الأوس وكان يكرم الضيوف ويقوم بتسوية حاجات غرباء البلد، وجاءه يوما ضيف من بنى ذبيان وخرج معه إلى السوق ولمس أحد اليهود بظهر الضيف وأخذ يسخر منه وذلك بإيعاز وإلحاح من يزيد بن الحارث، ولم يتحمل ضيف حاطب هذه الإهانة والحقارة وصاح بصوت عال: «يا حاطب!! بينما أنت من أصحاب النفوذ والكلمة المسموعة، فكيف يتجرأ يهود السوق بإهانة الضيف الذى التجأ إليك واحتمى بك وذلك بمس دبره وإظهار علامات الحقارة له والاستهزاء به هل تتحمل أن يهان ضيوفك بهذه