الدرجة؟!» وبناء على تأسف الضيف لما حدث فما كان من حاطب إلا أن قتل اليهودى متأثرا من قول الضيف.
وقد مات اليهودى الذى قتله حاطب ضحية فى سبيل ابن الحارث وغضب ابن الحارث من ذلك أشد الغضب وتتبع حاطب إلا أنه لم ينجح فى الإمساك به بل قتل بريئا خرج أمامه، وفى ذلك الوقت كان ينتمى إلى بنى معاوية ولم يكن له أى علم أو علاقة بقتل اليهودى وكأنه بهذا قد ثأر وانتقم ومن هنا اشتعلت نار الحرب والقتال بين القبيلتين.
والتقى بعض الفتيان من الخزرج والأوس على جسر ردم بنى الحارث وشرعوا فى قتال دام شديد، وكان قائد الأوس فى هذه الحرب خضير بن سماك الأشهلى، وقائد الخزرج عمرو بن نعمان البياضى، وقد انتصر الخزرج على الأوس.
يوم الربيع-بعد مرور وقت قصير بعد معركة جسر ردم بنى الحارث اجتمع كثير من الرجال من الخزرج والأوس أمام جدار عتيق يعرف ب (ربيع) وفى ناحية «السفح» وقد تقاتلوا مدة طويلة وبشدة فإذا ما كان القتال دام أكثر من ذلك لما بقى فرد يتنفس من الفريقين، وعندما عرف رجال الأوس أن القتلى بجانبهم أكثر من القتلى الذين فى فريق الأعداء تركوا الحرب متفقين وهربوا من ميدان القتال ظانين أن رجال الخزرج لن يتبعوهم.
وكان من الأصول المرعية عند العرب أنه عندما تنهزم فرقة وتتشتت وتفر وتدخل فى مسكنها ألا يتتبعها الفريق الغالب، إلا أن رجال الخزرج لم يتذكروا هذه القاعدة فظلوا يطاردون الأوس ودخلوا فى قريتهم. فعرض الأوس المصالحة ولما رأوا أن عرضهم لم يقبل أدخلوا أطفالهم ونساءهم فى داخل الحصون وتحركوا وفقا للقاعدة «النار ولا العار» وهجموا على أعدائهم مظهرين عليهم سطوة السيف متحدين. وحاربوا حربا شعواء دامية، وقد خاف الخزرجيون وارتعبوا وأرادوا أن يتركوا الحرب وبما أنهم نقضوا الأصول والعادات أولا