فاستمر الأوسيون فى القتال وطاردوا عدوهم إلى بقيع الغرقد وشتتوا عدوهم وكسبوا الحرب كما انتصروا على الخزرجيين فى واقعة «يوم الفرس» التى حدثت بعد ذلك بقليل.
ويذكر المؤرخون العرب الحروب التى وقعت حول المدينة بعد يوم الفرس ب «حرب الفجار» سبب ذلك تحرك أفراد قبيلة الأوس خلاف رأى القائد الذى يسمى الأشهلى وأبا أسيد من الأصحاب الكرام وكان قائد الأوس فى وقعة «يوم الفرس» وقد أرسل عقب الحرب سفيرا إلى الخزرج وأفهمهم أنه مستعد لعقد الصلح بشرط أن يدفع ديات قتلى الذين يزيد عددهم على قتلى الطرف الآخر، وقبل الخزرج اقتراح خضير الكتائب ولما تبين أن قتلى الأوس يزيد ثلاثة أنفار عن الخزرج قد أعطى إلى الأوس ثلاثة أنفار رهائن إلى أن تدفع الدية، وقد نقض الأوس العهد وقتلوا أحد الرهائن ومن هنا سميت الحرب التى حدثت واشتعلت بكل شدة بعد يوم الفرس حرب الفجار-ولكن الحروب التى وقعت فى المدينة لا تعد من حروب الفجار التى وقعت بين بنى كنانة وبنى قيس، لأن حروب الفجار بين بنى كنانة وبنى قيس قامت أربع مرات لأول مرة فى السنة العاشرة من الولادة النبوية والثانية فى السنة الثانية عشرة والثالثة فى السنة الرابعة عشرة والرابعة فى السنة العشرين وزمن وقوعها شهور «رجب، وذى الحجة، ومحرم، وصفر» وصادفت الأشهر الحرم ولما وعى المقاتلون ذلك قالوا متأسفين نادمين «قد فجرنا» وأطلق على هذه الحروب حروب الفجار.
يوم الحدائق-بدء حروب الفجار بالمدينة كان عقب وقعة يوم الفرس مع ملحمة يوم الحدائق وسبب هذه الحرب قتل أحد الرهائن التى أعطيت فى يوم الفرس، إذ قام الخزرجيون عامة للحرب، عقب نقض الأوس عهدهم بقتل أحد الرهائن واستطاعوا أن يضيقوا الخناق على الأوس بين بستانين نخيل المدينة وذلك لما رتّبه ونظمه قائدهم عبد الله بن أبى بن سلول من الدسائس والحيل، وأشعلوا نار الحرب وبذلوا كل جهدهم حتى شتتوا القبائل الأوسية وجرحوا قائدهم أبا قيس من عدة أماكن فى جسمه.