للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سببا يجبرنا للجلاء عن وطننا!!» إذا أجريتم الإهانة فاقتلوا رهائننا وقد غضب الخزرج من هذه الإجابة وتهوروا وقتلوا اليهودى (١) الذى كان فى حفظ‍ عمرو ابن النعمان، ولما رأى اليهود هذا من الخزرج اتحدوا مع الأوس.

وهجموا على القبائل الخزرجية وأحدثوا قتالا كبيرا وهذا القتال ملحمة يوم الفجار الثانى.

عندما قتل عمرو بن النعمان الرهينة الذى كان تحت يده وأبرز الإهانة قال عبد الله بن أبى بن سلول لقاتل اليهودى «إنك غدرت» وتخلى عن الاتفاق كما أطلق الأوسيون الذين يتبعون ابن سلول سراح رهائنهم وأرسلوهم إلى قراهم.

يوم بعاث-قد اندلعت ملحمة يوم بعاث بشدة بعد يوم الفجار الثانى وبعد هذه الحرب لم يقع قتال قط‍ بين قبائل الأوس والخزرج.

سبب حدوث وقعة يوم بعاث هو سبب وقوع ملحمة يوم الفجار الثانى؛ لأن قبائل بنى قريظة وبنى النضير اتحدت مع قبائل الأوس واتفقت معها وجلبت رجال قبائل مزينة حليفها وجمعتهم، كما أدخل الخزرجيون فى دائرة اتفاقهم حلفاءهم من بطون بنى أشجع وجهينة، وأخذ أفراد الطرفين يستعدون للقتال ويهيئون أدوات وآلات أربعين يوما بعد حرب يوم الفجار الثانى وجهزوا مالا يحصى من الجيوش وتلاقوا فى النهاية فى مكان يسمى «بعاث» وشرعوا فى قتال شديد، وقد وقعت هذه الحرب فى شكل مفزع وصورة دامية.

وكان خضير الكتائب قائد الأوس وعمرو بن النعمان البياضى قائد القبائل الخزرجية، ولكن عبد الله بن أبى بن سلول ومن يتبعونه ومن كان تحت إدارة بنى حارثة كانوا على الحياد، وبذل أبطال الطرفين أقصى جهدهم وأظهروا غاية شجاعتهم وحرص كل واحد منهم على إهلاك الآخر وإتلافه، وطال القتال مدة وفى النهاية تفرقت فرق الأوسيين وشرعوا فى الهرب.

ولما رأى خضير بن سماك قائد الأوسيين أفراد المقاتلين الذين تحت قيادته أخذوا يفرون وقد تخلوا عن القتال وقد مالت أسباب النصر والظفر إلى طرف


(١) وقد قتل هذا اليهودى عمرو بن النعمان شخصيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>