ذلك البيت السعيد وأجاب على محسن بن الحسن الذى قال كيف تهدم البيت وأنا لن أخرج منه؟ أجاب إذن أهدمه على رأسك ثم أحضر مقدارا كافيا من العمال وأخذ فى هدم المنزل، فرأى الناس أن الوليد مصر على عناده ومحسن صابر وثابت فى عدم الخروج من ذلك المنزل، فأخذوا ينصحون محسنا بالخروج حتى لا تحدث نكبة أخرى للموحدين تظل ذكراها إلى يوم القيامة وأرضوه وأخرجوه مع جميع أفراد أسرته ونقلوا إلى دار لا عيب فيها يقال لها دار على فى ذلك الوقت.
وينقل بعض المؤرخين هذه الواقعة بشكل آخر؛ إذ يقولون:«كان الوليد بن عبد الملك وصلته الأخبار وهو فى الشام بعدم هدم منزل فاطمة السعيد، فأرسل تعليماته إلى والى الحجاز عمر بن عبد العزيز بالإسراع فى هدمه لإدخاله فى حرم المسجد الشريف».فأعطى عمر بن عبد العزيز محسن بن الحسن بن على وفاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب مبلغ ثمانية آلاف دينار، وبما أنهما لم يرضيا فآثر السكوت متأدبا، وكتب ردا على رسالة الوليد يقول فيه:«قد أعطيت لأصحاب بيت السيدة فاطمة-رضى الله عنها-محسن بن الحسن وبنت عمه فاطمة بنت الحسين-رضى الله عنهم-ثماينة آلاف دينار فلم يقبلاه وبما أنك، صاحب الإمارة، تعرف أنهما من أعاظم سادات البتول، فلا يجوز أن نتجاوز حدودنا معهما وتعاملهما معاملة الناس العاديين وألمح له أن ترك ذلك البيت القيم على حاله أنسب، وكان عمر بن عبد العزيز يأمل أن يسكت الوليد بناء على هذه الرسالة، إلا أن الوليد قد غضب غضبا شديدا من محسن ابن الحسن بعد استلامه رسالة عمر بن عبد العزيز وكتب رسالة مسهبة أخرى قال فيها «يجب أن يرضى هذان أيضا ولا محالة وإذا لم يرضيا يجب أن تستعمل القوة الجبرية لأخذ منزلهما وهدمه» فأحضر عمر بن عبد العزيز المشار إليهما وأرضاهما ونقلهما إلى دار على المستقرة فى القرب من الحرة الشرقية وآواهما.
وجمع عمر بن عبد العزيز لبنات هذه الدار السعيدة ولبنات حجرات زوجات النبى رضى الله عنهن-السليمة عند هدمها مع لبنات جدران مسجد الرسول، أى