أسرة عمر بن الخطاب وخاطبهم قائلا:«قد أمر الوليد بن عبد الملك بإدخال منزل حفصة-رضى الله عنها-الجميل فى ساحة مسجد السعادة والذى يوجد على يمين الباب الصغير الخاص بآل عمر إذ تعرفون أن أبناء السبيل لا يراعون حرمة المكان وهم يمرون من بين المرقد النبوى الجميل والذى يقع بين منزل المشار إليها وحجرة عائشة-رضى الله عنها-وهذا غير لائق ويخالف قواعد الأدب والتعظيم وكان دهليز القبر الجليل ممرا لأبناء السبيل، ومن هنا أخذت المكان الذى كان ممرا وألحقته بالمسجد الشريف حتى أمنع تلك التصرفات التى لا تتسم بالرعاية لحرمة المقدسات، وعلى هذا يقتضى إلحاق دار حفصة-رضى الله عنها-بالمسجد الشريف أيضا»،وبهذه المقدمة طلب حجرة حفصة، ولما قال آل عمر إننا نتحاشى ونحترز من بيع بيت حفصة بالنقود أجابهم قائلا إننى أريد أن أضم ساحته إلى مسجد السعادة فقالوا له ذلك أمر يخصك ولكننا نريد طريقا خاصا بنا عندئذ أمر بهدم ذلك المنزل وإلحاقه بمسجد السعادة وفتح طريقا من أجل آل عمر وبهذا جعلهم رهن الفرح والسرور.
وكان طريق آل عمر القديم شديد الضيق يكاد لا يسمح بمرور شخص واحد، ولكن المشار إليه فتح طريقا واسعا فقدره الأهل وأثنوا عليه.
ويرى البعض أن الحجاج بن يوسف الثقفى أراد أن يأخذ ذلك المنزل الذى يشبه الثريا من عبد الله بن عبد الله ولما قال له عبد الله إننى لا أستطيع أن أبيع بيت رسول الله طمعا فى ثمن قليل، أجاب الحجاج لابد أن أهدم ذلك المنزل وأخرجه فقال له إنك لا تستطيع أن تهدمه إلا إذا هدمته فوق رأسى، إننى لن أخرج من دارى حتى تستطيع أن تهدمه وعندما أخذ الحجاج هذا الرد منه أحضر عمالا وأخذ يهدم فى المنزل وعبد الله بن عبد الله فى داخله، وإن كان عبد الله بن عبد الله أصر على عدم الخروج إلا أن أفراد بنى عدى توسطوا فى الموضوع وقالوا يا عبد الله مازلنا إلى الآن فى أشد الألم من نار فراق المرحوم والدك، فكيف لنا الصبر على النار التى ستفجعنا بها ذاتك السامية وأخرجوا المشار إليه.
ظن الحجاج الصفيق أن عمله هذا أى إخراج عبد الله من بيته نجاحا كبيرا