للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبر الوليد بن عبد الملك بما فعله، وأجابه الوليد بأن يعطى النقود التى قدرت ثمنا لبيت حفصة إلى عبد الله وفى حالة رفضها أن تصرف تلك النقود فى أمور مسجد السعادة، إلا أن عمر بن عبد العزيز أعطى الجزء الذى لم يدخل فى ساحة مسجد السعادة لعبد الله بن عبد الله وفتح طريقا منتهيا إلى مسجد السعادة كما فتح بوابة من بيت المشار إليها إلى الطريق المذكورة وهكذا طيب خاطر عبد الله.

ويفهم من كل هذه الروايات أن الوليد بن عبد الملك هو الذى اشترى الحجرات؛ إلا أن زين المراغى نقل رواية عن الإمام السهيلى تبين أن تلك المنازل قد اشتريت فى زمن عبد الملك بن مروان وأدخلت فى مسجد السعادة إلا أنها لم تهدم تبركا بها، ويتحقق من كل هذه الروايات أن عبد الملك ابن مروان سمح للمسلمين أن يدخلوا فى الحجرات ليؤدوا الصلاة فيها، كما أن ابنه الوليد هدمها كلها وضم ساحتها إلى مسجد السعادة وقد ثبت عن المؤرخين أن الناس كانوا يدخلون أيام الجمع فى حجرات زوجات النبى ويصلون فيها.

وبعدما انتهت منازعات إعطاء البيوت كما سبق شرحه، هدم عمر بن عبد العزيز المنازل المشتراة وسطح ساحتها وضمها إلى مسجد السعادة، وابتدر فى وضع أساس البناء المقدس وبنى جدار القبلة فى مكانه الأول وجدار جهة باب السلام أوصل إلى الأسطوانة المربعة كما سحب جدار جهة الشام إلى العمود العاشر من الأساطين المربعة للقبر الجليل، وإذا عد هذا العمود من أعمدة الجدار الشامى فهو الرابع، وأضاف إلى الجهة الغربية أسطوانتين (١)،وبهذا أوصل طول مسجد السعادة إلى ١٦٧ ذراعا وعرضه إلى ١٣٥ ذراعا.

وعند البعض أوصل طول مسجد السعادة إلى ٢٠٠ ذراع وعرض الطرف الشامى إلى ١٨٠ ذراعا وعرض الطرف القبلى إلى ٢٠٠ ذراع وأدخل قبر النبى الجليل ومقبرتى الشيخين الجليلين فى داخل المسجد وإدخال القبرين الشريفين فى المسجد الشريف يومئ إلى اتخاذ المقابر مسجدا وهو أمر غير مسموح شرعا من


(١) كان مكان أحد هاتين الأسطوانتين ساحات حجرات نساء النبى وثلاثة منازل لعبد الرحمن بن عوف يقال لها قرائين.

<<  <  ج: ص:  >  >>