للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هنا اعترض على ذلك من قبل سعيد بن المسيب بعض الاعتراض إلا أن أحدا لم يعر له أذنا.

وقد استخدمت الأحجار المنحوتة فى بناء الجدران كما أن الأعمدة قد دعمت بالحديد والنحاس وعلقت الثريا التى أرسلها الحاكم فيلبوس من القسطنطينية فى جهة مناسبة وزينت الجدران من الداخل والخارج برخام مجلى والذهب والفسيفساء، كما أن أسفل الأعمدة وأعلاها ذهبت بأنواع مختلفة من الذهب كما زينت عتبات الأبواب.

معجزة جليلة: قال أحد عمال الروم الذين أرسلهم فيلبوس لزملائه إننى سأتبول فوق قبر محمد صلى الله عليه وسلم الذى يحترمه المسلمون أعظم احترام ويعزونه كثيرا وأخذ يحل حزامه ولكن زملاءه منعوه عن ذلك فلم يستطع أن ينفذ ما فى ضميره، وبعد دقيقتين من هذا الحوار غير اللائق وقع هذا الشخص سخيف الأفكار على أم رأسه وذهب إلى دار البوار وبناء على ذلك أسلم جميع زملائه.

وقطع عمر بن عبد العزيز واقتلع أشجار النخيل التى فى نهاية الجدار الشرقى للمسجد الشريف وأبطل نظام إقامة صلاة الجنازات فى داخل المسجد وألغاه (١)، وأتم بناء مسجد السعادة فى خلال سنة إحدى وتسعين (٢) وعرض الأمر على الوليد بن عبد الملك، وسافر وليد بن عبد الملك محرما بنية الحج إلى مكة المعظمة، ومر بعد الحج بالمدينة المنورة وأجال نظره فى حرم السعادة وأمر بأن تهدم جميع سقوف مسجد السعادة وأن يصنع سقف جديد مثل سقف المقصورة، فأجابه عمر بن عبد العزيز قائلا: «إن هذا المكان الذى لم يعجبك قد صنع بإنفاق خمسة وأربعين ألف دينار، واستنفذت كل المبالغ التى فى بيت مال المسلمين ولن تستطيع خزانة المسلمين أن تدفع مبلغا مثل هذا من أجل إرشائك» وقد انزعج وليد من هذه الإجابة وقال له «ما هذه الخسة؟ كأنك أنفقت هذا المال من جيبك» وأظهر غضبه بهذا العتاب وخاطب أبان بن عثمان الذى كان بجانبه «كيف ترى


(١) كان فى ذلك الوقت فى نهاية الجدار الشرقى للمسجد نخلتان وكانت صلاة الجنازة تؤدى بالقرب منهما.
(٢) شرع فى تجديد المسجد الشريف سنة ٨٨ وتم بناؤه فى سنة ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>