للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا المسجد فى حالته هذه وحالته القديمة» فأجابه قائلا: «كان يشبه فى حالته الأولى المسجد والآن تحول إلى كنيسة»،وعلى هذا عزل ابن أخيه من ولاية الحجاز وشفى صدره بهذه الطريقة.

فائدة التوكل: عند عودة الوليد بن عبد الملك من الحج استقبله عمر بن عبد العزيز من وجهاء البلد وأعيانه وأدخله إلى المسجد الشريف رأسا وزار الوليد جهات المسجد الأربعة وأدى صلاة التحية فى بعض أماكنه، وكانوا قد أخلوا المسجد من الناس حتى يزور الوليد المسجد بمفرده إلا أن سعيد بن المسيب ظل فى ركن من أركان المسجد وقد لبس أسمى الألبسة.

وكان عمر بن عبد العزيز يغير طريقه وسيره فى داخل المسجد حتى يخفى سعيد بن المسيب عن أنظار الوليد إلا أنه لمح سعيد بن المسيب وقال من هذا الشخص؟ ألا يكون سعيد بن المسيب؟ وقال عمر بن عبد العزيز لو كان قد عرفك لكان يقوم ويحييك، بما أن بصره ضعيف لم يستطع أن يعرف سيادتك!!! قال الوليد إننى أعرف أنه لا يعادينا، وإنه رجل عالم تقى، لنذهب ونزوره وذهب إلى المكان الذى يجلس فيه سعيد بن المسيب وسلم عليه وسأله عن أحواله وصحته ثم ودعه، ومدحه بعده قائلا إن هذا الرجل أفقه الناس. وأمر بتغطية قبر السعادة بقطعة قماش لطيفة.

كان عمر بن عبد العزيز عين واليا للمدينة مكان الأول المعزول هشام بن إسماعيل سنة ٨٦ الهجرية، وعزل فى أواسط‍ سنة ٩٣ الهجرية على الصورة التى ستذكر فيما بعد وعلى هذا الحساب قد دامت ولايته بين ما يقرب من سبع سنين، وقد عاش آل دار الهجرة فى تلك الفترة تحت حمايته فى أمن وراحة وطمأنينة وناموا مستقرين، وحينما جاء عمر بن عبد العزيز إلى المدينة نزل فى دار مروان واستقبل الذين أتوا لتحيته بسلامة الوصول فى هذه الدار، ولما حل وقت الظهر أدى فريضة الظهر ثم استدعى عروة بن الزبير، أبا بكر بن أبى خيثمة، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، سليمان بن يسار، قاسم بن محمد، سالم بن عبد الله ابن عمر، عبد الله بن عبيد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>