-بشأنهم، وإذا ما نظرنا إلى طورهم الدائم كانت الإساءة إليهم، وإن وجد من بينهم من لم يسئ إلى أحد، إلا أنهم كذلك لم يحسنوا لأحد وهذا ما يجب أن نعتبر به.
والحقيقة أن العباسيين، ما عدا بضعة منهم لم يقوموا بخدمة عظيمة للحرمين الشريفين، وأهم هذه الأعمال تعمير السيدة زبيدة للعين المنسوبة إليها وتعبيد الطريق من بغداد إلى مكة فوق الصحراء يستطيع أن يسير عليها حتى الأعمى ويعد من الأعمال السهلة التى لا تقاس بالطرق المعبدة فى الأماكن الجبلية من بلادنا.
وقد حكم الفاطميون، مكة والمدينة باغتصاب عنوان الخلافة قبل أن تنتقل الخلافة من العباسيين إلى العثمانيين إلا أنهم عدوا أنفسهم من أولاد النبى بشرط عدم علم مدى أحقيتهم فى ذلك ومع ذلك لم يتركوا فسادا لم يرتكبوه، مثل ارتكاب الأشراف الذين فى منصب الإمارة جميع أنواع الجور لإبعاد الشريف الآخر من منصبه إذ كانوا ضحايا لمؤامرة الفاطميين، أو وجود شريفين فى منصب الإمارة فى نفس الوقت من الأحوال التى حدثت بسبب الفاطميين.
وعندما نصل إلى العائلة العثمانية عالية العنوان، نجد أن أولاد أرطغرل اعتادوا حتى قبل تسلم السلطان سليم خان عصا الخلافة وصولجان السلطة على أن يرسلوا مستلزمات المحبة والإسلام وذلك بإرسال الصرة إلى الحرمين الشريفين، وقد ثبت بما قيد فى صفحات التاريخ أنهم بعد أن نالوا لقب الخلافة بعد فتحهم مصر، لم يسيئوا فى استخدام سلطتهم واستقلال حكومتهم الذى نالوه فى ظل الدولة المحمدية وذلك بإظهار قوتهم وعرضها على أهالى الأماكن المقدسة كما فعل الملوك السابقون كما أنهم لم يخدموا الحرمين الشريفين من أجل الأغراض الدنيوية مخالفين بذلك الشريعة الغراء الأحمدية جاحدين لمآثرها، بل ليخدموا الحرمين الشريفين حق الخدمة بدون أى غرض دنيوى.
حتى يروى أن السلطان سليم خان حينما أحضر أمامه مكنسة من المكانس