أشرفت مبانى البيت الأعظم على الانهيار والخراب فى سنة ١٠٤٢ الهجرية فتجديده من أساس مبانيه قد انتظم ضمن جملة الأعمال التى قام بها السلاطين العثمانيين وهذه الخدمة لم تتيسر لأية واحدة من الدول الإسلامية وكانت من نصيب دولتنا وولى نعمتنا والتى ترفع شأن آل عثمان إلى أعلى عليين.
ولما كان غرضنا هنا عقد مقارنة بين الخلافات المتقدمة والخلافة الجليلة والإسلامية العثمانية فيما قدمت من الخدمات الجليلة للحرمين الشريفين وإلا فالتفصيل ذكر ودرج فى الصورة الثالثة من الوجهة التاسعة فى قسم مرآة المدينة من مرآة الحرمين، فالذين يريدون أن يعرفوا مدى ما وصلت إليه محبة السلاطين العثمانيين للنبى صلى الله عليه وسلم صاحب الرسالة ووفرة عبوديتهم عليهم أن يراجعوا الوجهة المذكورة.
ولما كان عرض الحال الذى قدمه السلطان محمود خان إلى عتبة صاحب الرسالة العالية بمناسبة إهدائه شمعدان إلى الحجرة المعطرة سنة ١٢٣٥ هـ يدل على محبة ذلك السلطان وإخلاصه فرأينا إدراجه فى هذا المكان.
لقد تجرأت بإهداء هذا الشمعدان يا رسول الله ... وغرضى هو خدمة الدرجة العليا يا رسول الله
ولا تليق بروضتك هديتى المتواضعة أنا العاجز ... لتشملنى بإحسانك وعنايتك بقبولها يا رسول الله
فمن غيرك أكشف به يا رسول الله ... فالإحسان والمروءة من ديدنك يا رسول الله
دخيلك الأمان ثم الأمان قد وقفت على عتبتك ... فلترحمنى وتشفع لى يا رسول الله
فاستصحب محمود عدلى فى الدارين ... فالدولة لك فى الأولى والآخرة يا رسول الله