يهلك أهاليها، وكان سببا فى هلاك عمومى ومن هنا قد خربت التكية الرفاعية أيضا ومن ذلك الوقت إلى زماننا هذا لم يوفق أحد فى تعميرها وها هو ذا سلطاننا الغازى عبد الحميد خان الثانى ييسر له تعميرها.
إن لذلك المقام الجليل أهمية سياسية غير أهميتها الروحانية ومن هنا احتاج بيان ذلك للتفصيلات الآتية:
وكانت بلدة واسط تشمل على بطايح، فم الصلح، نهر دقلى، حدادية، عثمانية، ملحا، رقة، داور دان، برقة الجوز، هرث، شحينة، حارزة، همامية، أونية، بدورة، جعرا، فاروث من المدن الشهيرة والنواحى المعمورة وحينما ساق المستنصر بالله معدن الحاكم بأمر الله المنصور جيشا إلى نواحى بغداد للاستيلاء عليهم ظل سكان واسط من فرط جهلهم فى الضلالة، وحينما كان المصريون يهزون هزا تحت قيادة بساسيرى الذى تجرأ على أن يخترع بدعة حى على خير العمل بدلا من حى على الفلاح فى الأذان المحمدى يهزون نواحى واسط والبصرة دخل معظم سكانها فى دائرة الإلحاد والرفض وكادت تلك المنطقة الواسعة أن تخرج من تحت إدارة دار الخلافة فى بغداد.
واستطاع القائم بأمر الله عبد الله السابع والعشرون من الخلفاء العباسيين أن يقبض على بساسيرى ويقتله ووفق فى كسر شوكة المستنصر بالله العلوى وقوته ونصب السيد يحيى المكى المغربى الحسينى نقيبا للأشراف فى البصرة-وهذا الشخص عالى القدر أول من شرف البصرة من السادات الحسينية والجد الأمجد للسيد أحمد الرفاعى الكبير، ولما كان هذا الشخص عالى القدر يشتهر بالصلاح والزهد واتباع الأثر المميز للنبى صلى الله عليه وسلم ومقتديا بأبيه عينه نقيبا للأشراف حتى يطفئ بالشريعة الغراء وما بها من ماء الحياة نار الرفض والإلحاد التى انتشرت فى أطراف واسط وبغداد وعين خط حركة بإعطائه أمرا بذلك.
إن التوفيق الذى حدث بجهود السيد يحيى المكى ليس فقط طرد ودفع الرفض والإلحاد كليا من تلك النواحى، بل إعداد مئات من الذوات الكرام الذين كانوا