الشريفين، القبر الذى كان فى اتصال أساس مربع قبر السعادة فرجع وهو فى شدة الدهشة وغاب عن شعوره ووعيه.
وكان عبد الله بن عبيد الله جهة قبر عمر بن الخطاب لامع الأنوار، وعرف الأمر الذى أخاف ابن الوردانى وملأ قلب عمر بن عبد العزيز بالرهبة والقلق وقال أى عمر! لا تخف! إن القدمين اللذين رأيتهما فهما قدما جدك عمر بن الخطاب وكانا قد بقيا فى داخل أساس جدار الحجرة المنيفة، وهكذا وضح الأمر عندئذ قال عمر بن عبد العزيز لابن الوردان، يا ابن وردان! خف واستر ما رأيته أى قدمى ابن الخطاب-وبهذا القول أظهر فرحته وسروره؛ لأنه كان قد ظن أن القدمين اللذين رآهما قدمى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هنا استولت عليه الحيرة والدهشة. وبعد أن بنى ابن الوردان الجدار المنهار، أحاط الجهات الأربع للجدار القديم بحائط أعلى وأوضح من الجدار الأول، وسقف مربع قبر السعادة كسابق عهده ثم أمر ببناء الباب الذى كان قد سد عقب الحوادث التى وقعت ضد جنازة الحسين بن على، بشكل متين محكم وصبغه والجدران التى كانت جددت فى عصر عبد الله بن الزبير كانت قد بنيت بحجارة سوداء صبغت صبغة جيدة وجعلت الجهة القبلية أكثر ارتفاعا من الجهات الأخرى وسد باب الرحمة الذى فى الجهة الشامية.
ولم تكن الفاصلة التى كانت بين الحائط القديم والحائط الذى مده عمر بن عبد العزيز متساوية فى جهاته الأربعة، فقد كانت الجهة الشرقية ذراعين، والطرف الغربى ذراع واحد، والطرف القبلى شبرا واحدا، أما جهة الشام فكانت واسعة جدا وبما أن عمر بن عبد العزيز أمر بطلاء الجهات الأربع لجدران حجرة السعادة طلاء جيدا وأخفى الباب المسدود بحيث لا يميز فمن هنا لم يستطع أحد أن يعين مكان الباب المذكور.
وإن يروى المؤرخون أن أبا غسان قال: «قد عمر سقف مسجد السعادة سنة ١٩٣ هـ،وإننا كنا قد عرفنا مكان الباب المسدود إلا أن الإمام السمهودى قال قد