للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدد المسجد الشريف والحجرة اللطيفة فى زماننا وعمر، ولكن ما أمكن أن يعيّن الباب المسدود فضلا عن مكانه وهذا القول يؤيد الرواية الأولى ويؤكدها، وإن كان غرض الإمام السمهودى أن يشير إلى أن الباب المسدود قد أصبح مجهول المكان بمرور الزمان فمن المحتمل أن يكون قد شوهد مكان الباب المذكور فى سنة ١٩٣ هـ‍ حتى يقترن قول أبى غسان بالصحة.

يقول أبو غسان وهو يخبرنا أن الفاصلة التى بين الجدار الذى مده عمر بن عبد العزيز وجدار الحجرة المعطرة القديمة قد مسحت سنة ١٩٣: «قد مسحت، فى زماننا، الفاصلة التى بين جدران الحجرة المقدسة ووجد طرفها الشرقى ٣ أذرع وطرفها الغربى ذراعا واحدا وبلغت فى هذا الوقت الجهة الشرقية من الطرف القبلى ذراعا واحدا، إلا أن جميع أماكن هذه الجهة لم تكن متساوية فالمحل القريب من وجهة السعادة كان فى اتساع شبر والأسفل منه فترة ما بين الإبهام والسبابة-وكانت نهاية الجدار الشرقى ضيقة بحيث لا تسمح بالمرور.

وكان بعض أماكن جدار الحجرة الشريفة القديم قد انهارت تقريبا فى سنة خمسمائة أو ٦١٣ أو ٦٤٠ وعمرت مستأذنا من مركز الخلافة وأصلحت دون تأخير، وبينما كان الجدار ينهار فى خلال سنة ٥٢٠ سمع صوت من داخل مربع القبر الجليل إلا أن سكان أهل المدينة لم يتجرءوا أن يخبروا به أحدا رعاية للنبى صلى الله عليه وسلم مدة أربعين عاما، وفى النهاية أخبروا وعرضوا الأمر فى سنة ٥٧٠ على المستضئ بالله العباسى.

وبناء على القرار الذى اتخذه المجلس الذى عقده المستضئ بالله سنة ٥٧٠ تحت رياسته والذى ضم أكابر العلماء وأفاضل الفقهاء أمر واليه فى المدينة أن يدخل فى داخل حجرة السعادة واحدا من فضلاء خدام الحرم النبوى ومتبحريهم لأجل الفحص، واتحدت آراء أهل المدينة على أن يوكل هذا الأمر إلى شخص زاهد من بنى العباس يسمى بدر الدين.

ودخل حضرة بدر الدين من الباب الصغير الذى فتح فى الجهة الشرقية إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>