للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجرة الشريفة ورأى أن بعض الأماكن فى الجهة الغربية من السور القديم الذى فى داخل الجدار الذى بنى فى عصر عمر بن عبد العزيز قد انهار، فصنع مقدارا كافيا من اللبن من تراب مسجد السعادة وعمرت الأماكن المنهدمة من الجدار وأخذ منه الصحن الخشبى الذى وجده بجانب الجدار المنهار وأخرجه وبعثه إلى بغداد، وكان هذا الصحن قد ظل فى داخل الجدار الذى جدده عبد الله بن الزبير، ولما انهار الجدار انكسر أحد جوانبه وظل الباقى فى داخل الجدار فبدر الدين الضعيف أخذ معه الجزء المنكسر فيه كما أخذ من تراب الجدار المنهار قدرا من التراب بقصد التبرك فقط‍ وذهب، وقد عرضت الكيفية إلى مقام الخلافة الجليلة مفصلا من قبل إلى المدينة.

اليوم السعيد الذى دخل فيه بدر الدين إلى بغداد كان عيدا كبيرا وعظيما فترك الجميع أعمالهم واستقبلوا جناب بدر الدين وأوصلوه إلى دار السلام فى تعظيم وتوفير واحترام.

وقد سمع أيضا فى سنة ٥٤٨ هـ‍ صوت انهيار الجدار فى داخل الحجرة المعطرة الشريفة وأبلغ الأهالى أمير المدينة قاسم بن مهنى الحسينى، وأمر قاسم بن مهنى بإنزال شخص يتصف بالزهد والصلاح والعفة والاستقامة ومتدينا فى داخل القبر الجليل وقد قوبل هذا الرأى الرزين باتفاق الجميع ورئى أن من المناسب تعيين عمر النسائى الموصلى من المشايخ الصوفية وأفاضل المجاورين والذى عرف فى المدينة بالزهد التام والتدين والتقى وبلغ المشار إليه الفاضل بهذا الأمر (١).

ولما كان حضرة عمر النسائى مصابا بمرض سلس البول استمهل لبعض الوقت حتى يستجمع قوة بدنه لتكفى للدخول والخروج فى قبر السعادة، وذلك بالتريض.

وبعد ذلك ربط‍ حضرته بحبل وأخذ معه شمعة وأدوات أخرى لازمة ودخل فى الفاصلة التى بين غطاء مربع قبر السعادة وحجرة السعادة ومن هناك من قبة


(١) يروى بعض الرواة أنه قد جعل بجانب عمر النسائى هارون المشانى وشخص آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>