كان الشريف حميضة مع أخيه الشريف رميثة إلى حلول موسم الحج، ولما جاء فى تلك السنة أمير «الكرك» وواليه بيبرس اشتكى الشريف عطيفة وأبو الغيث أخاهما الشريف حميضة والشريف رميثة للأمير بيبرس فعزلهما، وعين مكانهما الشريف عطيفة والشريف أبا الغيث، وأخذ معه الشريفين حميضة ورميثة إلى مصر، إلا أن منصب الإمارة أسند بعد ذلك مرة أخرى إلى حميضة ورميثة، ثم لأخويهما، ثم إلى حميضة ورميثة، وأسندت الإمارة فى سنة ٧١٣ للشريف أبى الغيث بن أبى نمى.
ولم يتحمل الشريف حميضة والشريف رميثة خطورة الجنود الذين أتوا بأبى الغيث من مصر، وهربا إلى جهة اليمن. وقام الشريف حميضة ضد أبى الغيث سنة ٧١٤،وقبض عليه وهو فى سريره وأعدمه، واستقل بمنصب الإمارة إلا أن أخاه رميثة انتصر عليه سنة ٧١٥،فهرب إلى العراق واستنجد بالسلطان خدابند، وعاد سنة ٧١٨،وجعل الخطباء يذكرون فى مكة فى خطبهم اسم ملك العراق أبى سعيد خدابند.
عزلت الحكومة المصرية فى سنة ٧١٩ الشريف حميضة وعين مكانه أخوه رميثة. واستدعى الشريف رميثة بعد ذلك إلى مصر مؤخرا وأسند منصب الإمارة إلى الشريف عطيفة، وفى سنة ٧٢٢ أشرك الشريف رميثة والشريف عطيفة فى الإمارة، إلا أن الشريف رميثة استقل فى سنة ٧٣٤،وفى سنة ٧٣٥ شارك الشريف عطيفه أخوه رميثة، وفى النهاية انفرد الشريف عطيفة بالإمارة، واستدعى فى سنة ٧٣٧ الإثنان معا إلى مصر وأسند منصب الإمارة إلى الشريف رميثة، وأوقف الشريف عطيفه فى مصر.
خلاصة القول أن الأخوة الأربعة الذين ذكرت أسماؤهم أداروا أمور الإمارة أربعة وثلاثين عاما مشتركين، إلا أن حروبا شديدة كانت تحدث فيما بينهم وكان يصلح بينهم بإرسال الجيوش من قبل الحكومة المصرية أحيانا أو من قبل الملك خدابند أحيانا، وفى النهاية توفوا كلهم واحدا تلو آخر غير الشريف رميثة الذى