وزاد توقير الناس له وتعظيمهم إذ تزوج ابنة حليل بن خبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعى وهو من أعظم رجال بنى خزاعة آنذاك تولى حجابة البيت بعد أن استولى على حكم مكة المكرمة ورئاسة القبائل.
وعلى قول آخر إنه تزوج من عاتكة ابنة فالخ بن مليك بن قالخ بن ذكوان السليمى وحظى منهم بكل مظاهر التوقير والاحترام والقول الأول مرجح على الثانى وقد ثبت أن حليل بن خبشية صهر قصى بن كلاب حقا وعلى هذا فإن «حبا» هى الجدة الرابعة من جدات الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذه المصاهرة بين قصى بن كلاب وحليل بن خبشية اتسع نطاق قدرته ومكانته بالتدريج وتزايد أبناؤه وخدمه وحشمه وأصبح واحدا من صناديد القبائل العظام. وفى أثناء مرض صهره حليل بن خبشية، ترك مفتاح البيت تبعا للقواعد المرعية فى ذلك الوقت وأوصى به إلى ابنته «حبا» زوجة قصى بن كلاب.
ولما كانت «حبا» عاجزة عن إدارة أمور البيت وزوجها ليس من أفراد بنى خزاعة فهى لا تتجرأ أن تعطى مفتاح البيت الشريف لزوجها، ولكن لطول مدة مرض والدها كلفت زوجها قصى بن كلاب مهمة فتح وإغلاق بيت الله. وعلى قول آخر أنها أسندت هذه المهمة إلى أبنائها. ولما اتضح لحليل بن خبشية أنه أصبح على قاب قوسين من الموت عين زوج ابنته ولى عهد له وسلمه مفتاح بيت الله.
وبالرغم من هذا، أخذ صناديد خزاعة المفتاح من قصى بن كلاب عقب وفاة صهره وأعطوه-حسب العادة-إلى أبى غبشان سليم بن عمرو بن لؤى بن ملكان من كبار طائفة بنى خزاعة، وفوضوه فى أمور حجابة وسدنة وخدمة كعبة الله المقدسة. وكان أبو غبشان رجلا فاسدا مدمنا للخمر لا يهتم بأمور الدنيا وهمومها وفى يوم من الأيام وهو فى بلدة الطائف غارق فى ملذاته حسب عادته فقد وعيه ونفذ صبره وثرثر بكلام كثير فقال من ضمن ما قاله