القيصر حاكم الشام هذه الرخصة رعاية لمكانته بين قومه وسمح له بأن يتردد رجال قريش على الشام للتجارة.
وبعد فترة قصيرة حصل أخوه عبد شمس من حاكم الحبشة على رخصة مماثلة ومطلب من حكام اليمن.
وكذلك حصل نوفل من حكام بلاد فارس على رخصة مماثلة وهكذا عودوا قريش على التجارة مع هذه البلاد، وكان هذا نوع من الأصول والعقبات التى أزلها قصى عن طريق الإجازة.
وكانت قريش التى تسكن مكة-آنذاك-آمنة من غارات لصوص البدو الذين يغيرون على القبائل التى تسكن حول مكة لأنهم ينهبونها.
وكان الشعار الذى ترفعه قريش أمام اللصوص قولهم: نحن سكان حرم الله وأهل بيت الله الحرام، إلا أن هذا الشعار كان يفيد عند ما يتجرءون على دخول مكة المكرمة، لذا كانوا لا يتجرءون على الابتعاد عن مكة كثيرا وفيما بعد استطاعت قريش تحت حماية وظل أبناء عبد مناف أن تتمتع باستيراد البضائع وتصديرها إلى كل مكان.
وقد أحسن هاشم بن عبد مناف القيام بأداء المهام التى أسندت إليه بموجب قرار القبائل الست وذهب إلى الشام لغرض التجارة وفى أثناء وجوده فى ولاية غزة (١) انتقل إلى رحمة الله فانتقلت مناصب السقاية والرفادة التى كانت مسندة إليه إلى أخيه عبد المطلب أعظم وأكبر شخصية فى قريش حينئذ.
وبعد وفاة هاشم بفترة قصيرة مات أخوه عبد المطلب فى مكة ومات أخوه نوفل بن عبد مناف فى أثناء رحلة فى العراق وبذلك انتقلت أعباء إدارة المنصبين الجليلين إلى عبد المطلب جد النبى-صلى الله عليه وسلم-وولده عبد الله.
بلغ عبد المطلب من الشرف والجاه ما لم يبلغه آباؤه وأجداده ونال محبة الناس، ولم يكن له من أبناء سوى الحارث ولهذا كنى بأبى الحارث.
وذات يوم قال ابن عمه عدى بن نوفل بن عبد مناف ليس لك أبناء سوى