فى ظل الكرم السلطانى المؤلفات الآتية: محمود السير-عزيز الآثار-تكملة المناسك-تاريخ الوهابيين-رياض الموقنين-ترجمة الشمائل.
وقد رأيت بعين الفخر والابتهاج مدى ما حازته هذه الكتب من حسن القبول لدى أهل الكمال الذين يتجاوزون عن الأخطاء، وهذا ما شجعنى على أن أطلع على الوقائع المبروكة لمكة ذات الفيوض والمدينة المفخمة ذات السعادة المدوية، وذلك من الكتب القيمة الموثوق فيها والتى تحتوى على أحوال الأوائل، تسطر أوصاف تلك المدينتين التى زخرفت على سطور حريرية، كما أننى ذكرت فى كتابى عادات أهل الجاهلية في ذلك بأقلام الفحول والرسائل النادرة من المصنفات العربية والفارسية، فأمعنت النظر فى ثناياها لأستنبط من فحواها ما يفيد معظم الملة العثمانية.
أنشر منها ما هو نافع ومفيد وهكذا أردت بأن أكتب تاريخا باللغة التركية عن البلاد الحجازية المتسعة، أبين فيه أحدائها الماضية وأحوالها التاريخية جامعها كلها فى مجلدات خاصة، وأقدم لأبناء الوطن ما يفيدهم وينفعهم.
إن الخاطر الذى طرأ على ذهنى كان فى حاجة للتنظيم والترتيب مع قلة المعلومات فى الموضوع. كما أن الأقوال التاريخية المتباينة فى مواقع «يثرب» و «بطحاء» وإعمال الفكر والتدقيق والبحث فيها كانت مرهونة بالسفر إلى الأراضى الحجازية السعيدة للمشاهدة والتفقد. ولكن المشكلات التى صادفتنى فى هذا السبيل أدت إلى التردد والتراخى فترة ما لإجراء ما فى الضمير.
فى النهاية قدر للعاجز السفر إلى الحجاز وتيسرت له هذه السياحة وتحقق المرام، ومما ساعد على تحقيق مثل هذه الغاية المرجوة، ما يضمره الإنسان من إفادة أهل الإيمان من مثل هذه الأعمال المؤيدة بالأدلة العقلية القطعية والبراهين النقلية القوية، كما أنّ تصحيح ما يتوقع من الأخطاء فى أثرى من قبل أصحاب المروءة فى زماننا ساعدنى علي إنجاز ما فى ضميرى وعلى المضى قدما إلى إتمام هذا العبء الثقيل الذى جعلته على عاتقى وإن كان فوق قدرتى فقد مضيت فى