للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القبائل، مما دعا عثمان بن عفان (رضى الله عنه) إلى ضرب مسكوكات كافية من النقود وأزال من أذهان الناس قلقها بخصوص الأخذ والعطاء وكان ذلك فى مدينة هرتك (١). أن أول ما ضرب من مسكوكات فى العصر الإسلامى هى تلك النقود.

سكت فريق المؤرخين عن المسكوكات التى ضربت فى السنة المذكورة والسنوات الهجرية ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٠ هـ‍ وقالوا إن أول من سك العملة فى العصر الإسلامى هو عبد الله بن الزبير، إذ عين أخاه مصعب بن الزبير واليا من قبله على البلاد العراقية فى عام (٦٩) هجرى، وسمح له بسك النقود، وسك مقدارا كافيا من النقود وعرضها فى سوق التعامل، وكانت تلك العملة تحمل على أحد وجهيها كلمة «بركة» وعلى الآخر كلمة «الله»، وبعد سنة أبطل الحجاج بن يوسف الثقفى سك هذا النوع من العملة، وسك عملة على شكل آخر وجعل على أحد وجهها كلمة «بركة» وعلى الوجه الآخر «الحجاج بن يوسف الثقفى»، ويحتمل أن يكون عبد الله بن الزبير أول من سك العملة وذهبوا إلى أن أول من سك النقود من الملوك المسلمين هو عبد الملك بن مروان.

وتزعم الفرقة الثانية أن عبد الملك بن مروان عندما اعتلى عرش الممالك الإسلامية كثر تداول العملات الخاصة بحكومات الروم والفرس والهند، وكثر الغش والفساد بين أنواعها المختلفة، واختل التعامل فأمر عبد الملك بسك عملة خاصة بالمسلمين خالية من (٢) الصور والأشكال التى على مسكوكات الأمم السابقة، وبذلك ألغى التعامل بالنقود الرومية والكسروية والهندية، وضربت دنانير ودراهم تزدان بنقوش إسلامية وكتب على وجه العملة كلمة «الله أحد» وعلى الوجه الآخر «الله الصمد»، ويستند الفريق الثانى فى قولهم هذا على قول


(١) هرتك اسم مدينة مشهورة فى إقليم طبرستان.
(٢) إن مؤلف كتاب الحضارة العربية يدعى أنه كان هناك نوع من النقود الإسلامية كان يحتوى على صور ورسومات إلا أن هذا الادعاء مردود.

<<  <  ج: ص:  >  >>