صاحب مؤلف «محاضرة الأوائل»، إلا أن صاحب كتاب «وفية الأسلاف وتحية الأخلاف» يخرج ويرد ادعاءات الفريق الأول والفريق الثانى، ويقول:«إن أول من سك العملة هو عثمان بن عفان - رضى عنه الله المنان -»، وأثبت مدعاه ببعض الأدلة المقنعة.
وبناء على تدقيق وتحقيق مؤلف «محاضرة الأوائل» أن العملة التى سكت فى عصر عبد الملك بن مروان كان مكتوبا على أحد وجهيها جملة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وعلى وجهها الآخر كتب ونقش اسمه، وفيما بعد أضاف الحجاج الظالم بعد كلمة «محمد رسول الله» كلمة «أرسله بالهدى».
وبناء على ما يزعمه صاحب كتاب «تحية الأخلاف» أن أحدا من ملوك الأمويين لم يكتب اسمه على النقود التى سكها غير الحجاج، بل اكتفى ببيان مكان سكها وتاريخ ضربها سواء فى عصر عبد الملك بن مروان أو عصر عثمان أو على أو عبد الله بن الزبير «رضى الله عنهم».
كانت العملة التى ضربت وتعامل بها الناس من دنانير ودراهم وفق ما قرره عمر بن الخطاب لها من وزن وقيمة بفرض ستة دوانق وكل ستة دوانق درهما، وعدد درهم مع إضافة ثلاثة أسباع درهم له من حيث الوزن، وقسمت العشرة دراهم إلى سبعة أجزاء، وأضيف إلى كل حاصل الأجزاء ثلاثة أسباع درهم، فاعتبر مجموع ذلك مثقالا واحدا.
وبناء على هذا الحساب يزيد المثقال الواحد على الدرهم بمقدار ثلاثة أسباع درهم، ويقتضى أن يعادل كل سبعة مثاقيل عشرة دراهم. وإن الأصول والقواعد التى أخذ بها فى ضرب النقود قد أرضت الناس، وتلقوها بقبول حسن، كما أنه قد عدل وأصلح شكل العملة وصورتها فى عصر عبد الملك، فأصبح ضرب العملة على هذا الوجه عصرا بعد عصر قانونا خاصا فى الأماكن التى تضرب فيها النقود فى البلاد الإسلامية.
إن الدينار والدرهم اللذين أصلح شكلهما كانا مستديرين، وعلى وجه كل واحد من النوعين دوائر صغيرة وكبيرة متداخلة ومتناسقة وعلى الدوائر جمل التهليل والتمجيد مع اسم عبد الملك وزمن ضربها وقطعها.