واستمر هذا القرار إلى أن اعتلى الموجودون عرش السلطنة، وعندما كان يضرب من جديد كان يغير اسم الخليفة وتاريخ سكها ومكانه.
وقد غير الملوك الموحدين شكل الدرهم فجعلوه مربعا وشكل الدينار جعلوه مستديرا، بتصويب مؤسس حكومتهم محمد بن تومرت، ورسموا فى وسط الدينار شكلا مربعا ثم كتبوا سواء كان فوق الدرهم أم الدينار جملا تتضمن التهليل والتمجيد، وعلى الوجه الآخر اسم ملك العصر وذيلوه باسم الخليفة وأبقوا وزن النقود ومقدارها كما كان من قبل.
ويدعى بعض المؤرخين أن العملة التى سكت فى عصر محمد المهدى كان مكتوبا على أحد وجهيها جملة «بلغت حجة الله» على الوجه الآخر جملة «تفرق أعداء الله» وإذا حسبت القطعة الذهبية العثمانية المجيدية مائة قرش يلزم أن تكون قيمة الدينار ثلاثة وثلاثين قرشا تقريبا، وكان ثقل الدينار ثمان وأربعين (١) شعيرة يعنى أنه كان يساوى حوالى اثنى عشر جزءا من ستة عشر جزءا من الدرهم. إلا أن العيار الحقيقى للدينار القديم غير معروف فتقدير ثمنه تقديرا صحيحا ليس فى الإمكان.
ويدعى بعض العلماء أن كلمة الدينار حرفت من كلمة «ديناروس» وكان يتداول فى وقت ما بقيمة (عشرة) آس في روما ثم بقيمة ستة عشر آس فى أوربا وكان مضروبا عليه رقم (خمسة عشر).
وبعد عهد شارلمان خلط بقليل من النحاس فقلت قيمته، وفيما بعد قلب نحاسا كاملا. يقال إن الفيلورى اسم آخر للدينار، ولكن فيلورى ليس اسم الدينار القديم بل اسم الذهب البندقى، والذى يعادل الذهب المزخرف والذى راج التعامل به فى جميع الجهات، وبما أن العملات قد تغيرت فيما بعد ففشا اسم
(١) هذا القول من رواية الزمخشرى، إلا أن فريقا من العلماء ذهب إلى أن الدينار يساوى (٨٤) شعيرة وبينما قال فريق آخر أنه يعادل (٧٢) شعيرة وعند الجمهور قول الزمخشرى أرجح.