الشريف يخالف الآداب السلوكية يا ترى ضرب الأغوات-كما سبق ذكره-يستند إلى دليل موثوق؟
«فأجابنى ذلك الرجل على هذا الوجه: «فى الواقع ضرب الإنسان فى داخل مسجد النبى سوء أدب! ولكن لضرب الأغوات وتأديبهم فى داخل المسجد فائدتان:
١ - الفائدة الأولى: إنقاذ واحد من جماعات المسلمين-من الزوار، أو المجاورين-المتهم من الضرب. إذا جاء وقبل يد الضارب يجب أن تقبل شفاعة هذا الرجل ورجاؤه وإن كان رجلا قليل الشأن ويعفى عن المتهم.
٢ - الفائدة الثانية: أن يضرب المتهم فى داخل الأصناف فإذا ما ضرب المتهم خارج المسجد وفى مكان خفى فإن الأغوات قد يضربونه إلى أن يموت لما فطروا عليه من الرعونة والشدة! وإذا قال المتهم تحت الضرب وإننى لم أرتكب هذا الذنب، فإنكم تضربونى بدون وجه حق أو يخرج من فمه-كثيرا-ألفاظا مخلة بالآداب فيستمرون فى ضربه قائلين: «إنك تعصى من هو أعلى منك رتبة».
قد شوهد تكرار الضرب حتى فى داخل المسجد عدة مرات!! وذات يوم قال شيخ الحرم شوكت باشا:«إن ضرب إنسان فى داخل مسجد السعادة مخل بالآداب. وبعد هذا اليوم فليبلغ عن كل من يرتكب جرما من قبل ضابطه ثم تشكل هيئة من ضباط الأغوات لاستجواب المتهم ثم يسجن ويؤدب ويضرب فى مكان مناسب».
وألغيت عادة تأديب المتهمين بهذا الشكل داخل مسجد السعادة. وأراد ضباط الأغوات أن يبينوا خطأ رأى شوكت باشا وردهم لهذه الفكرة فقالوا:«إن زمرة الأغوات تتكون من طائفة العجمى فإذا ما ترك هؤلاء أحرارا يضلون كما يشاءون فيصعب الحفاظ على مسجد السعادة ولا سيما الحجرة المعطرة، فتقع الأمانات والأشياء النفيسة المباركة فى يد السفلة. ومن هنا يقتضى الأمر تربية هؤلاء ولا بد لهم أن يحترزوا من رؤسائهم» إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقنعوا شوكت باشا برأيهم. ولما أصبح عادل باشا شيخا للحرم، كرر الأغوات مطالبهم السابقة