للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء على ما عرف-فى الصورة العاشرة من الوجهة الثالثة-أن الأمور سارت على ذلك المنوال فترة ما إلا أن الأهالى تغلبوا على جماعة الملاحدة المكروهة وأخرجوهم كافة من بلدة المدينة المنورة المباركة إلا أن الأهالى قد أبقوا خدمة مؤذن المنبر لسبب ما، ومن ذلك الوقت أصبح من العادة أن يسير أمام خطباء الحرمين مؤذن منبر فى أيام الجمع والأعياد، والآن يوجد مؤذن منبر أمام الخطباء الذين يتجهون لإلقاء الخطبة رعاية لهذا النظام سواء أكان فى المدينة المنورة أو مكة المكرمة وفى بعض البلاد العربية.

ولا ينكر فوائد هذا النظام الشامل للمحاسن فإن كان مثل هذا النظام فى باب السعادة لما أصيب خطيب جامع الوالدة فى أقسراى بجرح فى أثناء خطبته.

مولد النبى صلى الله عليه وسلم يحيى أهالى المدينة ليالى المولد الشريف فى داخل المسجد الشريف ويجتمعون فى حلقات قرب الصباح أمام «باب النساء» وبعد أن يحضروا كرسيا إلى الساحة الرملية لحرم السعادة، يستمعون إلى المولد الشريف من قبل خمسة أشخاص ذوى أصوات رخيمة والشيخ الخطيب ويشربون الشراب الذى يوزع عادة ويعودون إلى منازلهم.

ويشرع فى قراءة القصيدة المذكورة مع طلوع شمس اليوم الثانى عشر من كل سنة وإن كان قرّاء المولد من أئمة مسجد السعادة إلا أن لهم وظائف أخرى، وقارئ المولد الأول خاص بقراءة منقبة مولد السعادة وإنه يصعد فوق كرسى موضوع فى ساحة الحرم الشريف الرملية ويقرأ حديثا ثم يدعو لسلطان الزمان وينزل، ثم يصعد الثانى ويقرأ ولادة النبى صلى الله عليه وسلم الباهرة، ويقرأ الثالث الرضاع، والرابع يقرأ جزءا خاصا بالهجرة السنية، والخامس يدعو، وهكذا يؤدى كل واحد منهم وظيفته.

فتح المحال فى يوم مولد النبى للبيع والشراء، والانشغال بأشياء أخرى ممنوع قطعيا بين أهل المدينة المنورة، يلبس فى ذلك اليوم الفيروزى الكبير والصغير الغنى والفقير كلهم ملابس فاخرة ويحتفلون بالعيد ويهنئ بعضهم بعضا قائلين

<<  <  ج: ص:  >  >>