للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حينما يتقابلون إن هذا اليوم السعيد اليوم الذى ولد فيه سيد الكائنات إن أجسام الكائنات التى كانت ميتة تقريبا تجددت حياتها، المواسم المقدمة الأخرى خلقت لحرمة هذا اليوم، وقد نزل القرآن الكريم المبين لأجل هذا النبى المختار هذا اليوم يوم العيد الأكبر، هيا نظهر أقصى ما نستطيع من الفرح والسرور ونعلن هذا اليوم بإطلاق المدافع من القلاع وتفجير حشو البارود.

زيارة مشهد حمزة: ولما كان من عادة سكان البلاد الحجازية زيارة ضريح سيدنا حمزة بن عبد المطلب-رضى الله عنه-فى الليلة الثانية عشرة من رجب الفرد من كل سنة، فيذهب أهالى المدينة الطاهرة لزيارة مشهد سيدنا حمزة فى الليلة الثانية عشرة من شهر رجب وبعد الزيارة ينتشرون فى الخيم التى نصبت بجوار مرقد الشهيد المشار إليه ويحتفلون إلى الصباح وهم يطلقون حشو البارود.

ويخرجون فى الثالث والعشرين من رجب لاستقبال قافلة الزوار الذين يطلق عليهم «الرجبية» إلى خارج المدينة، وهؤلاء يفدون من الأطراف والأكناف قاصدين الزيارة، وبما أن هؤلاء الزوار يأتون إلى دار الهجرة راكبين الهجان قد يطلق عليهم «ركاب» أيضا.

وتتكون طائفة الرجبية من الزوار الذين يأتون من اليمن ومكة والطائف وأهالى البلاد العربية وخاصة من البلاد والقرى القريبة المجاورة لدار الهجرة، وكل هؤلاء يأتون راكبين الهجان ومعهم أولادهم وعيالهم وكل قبيلة قد رفعت علمها وجلبوا رئيس قبيلتهم أمامهم ويدخلون بالشوق والإخلاص داخل حرم السعادة وينالون شرف مسح وجوههم على عتبة مرتبة العرش النبوى ويتلون النعوت الشريفة والصلوات الشريفة ويبكون متأثرين بما يحدث هذا الموقف من أثر شديد فى نفوسهم.

عندما يدخل زوار الرجبية فى حرم السعادة يبكون قليلا إذ ترق قلوبهم، يسفحون الدموع الدامية إلى حدّ أن من يرونهم تذوب قلوبهم كالملح وإن كانت فى قساوة الحجر الأسود، إنهم يفدون إلى المدينة المنورة ويقتحمونها مزدحمين

<<  <  ج: ص:  >  >>