للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تكاد المدينة طيبة الشهيرة تمتلئ رحباتها يقيمون فى خشوع وخضوع ثلاثة أيام بلياليهن أمام قبر النبى صلى الله عليه وسلم وينشدون القصائد والمدائح دون توقف وهى قصائد فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم ذات أثر بالغ فى النفوس وأناشيد دينية:

مرحبا بك يا محمد ... مرحبا مرحبا مرحبا

إلى آخره.

وينتحبون بشدة من أثر مهابة المجلس الذى يعقدونه فى داخل حرم مسجد السعادة إذ يقف من يشهده شعر جسمه من غلبة المحبة المصطفوية عليه ويسفح من عيونه دموع الحيرة وهو صامت ساكن.

واليوم الرابع لورود الطائفة المذكورة تحل ليلة المعراج وبعد أداء صلاة العصر يوضع كرسى مزين فى ساحة باب الرحمة فيجلس عليه شخص رخيم الصوت جميله ويأخذ الشخص فى تلاوة منظومة «المعراجية» بصوت حزين ذات تأثير ويلقى فى قلوب السامعين نار الوجد والمحبة ويغادر الكرسى.

ويجتمع بمنطقة المعراج المبارك كافة أفراد الزوار من الرجبية وأعيان وأشراف البلدة فيمتلئ مسجد السعادة لآخره من الداخل والخارج حتى يكاد يتحول إلى ساحة عرفات ذات الفيوضات ويهتز كل ركن منه بصياح ونحيب الموحدين حتى غروب الشمس.

ولما كان ينتظر وقوع بعض الفوضى والفساد نتيجة لهذا الزحام الشديد قد وضع بعض العساكر ورجال الشرطة حتى يحولوا دون حدوث ذلك وتتشكل هذه الجماعة فى الطرف الغربى من حديقة الرسول وقارئها شخص واحد منفرد.

وسواء أكان فى الاحتفالات بالمعراج أو المولد الشريف تنصب خيمة فى خارج مسجد السعادة حيث تجهز المشروعات ويسقى الجماعات الذين فى داخل المسجد بأوان خاصة بالمياه. وتظل هذه الخيمة فى مكانها حتى تتفرق الجماعة تماما.

ومن العادات القديمة فى هذين الاحتفالين إرسال شراب حلو إلى منازل ألفين من الموظفين والأهالى ففى الوقت الذى ستزال فيه الخيمة ترسل إلى دائرة

<<  <  ج: ص:  >  >>