إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِتَوَلِّيهِ قَضَاءَ قُضَاةِ الشَّافِعِيَّةِ بدمشق، عن رضا مِنْ خَالَةِ قَاضِي الْقُضَاةِ تَاجِ الدِّينِ، وَنُزُولِهِ عن ذلك.
وفي يوم الخميس خامس ربيع الأول احْتَرَقَتِ الْبَاشُورَةُ (١)(*) الَّتِي ظَاهِرَ بَابِ الْفَرَجِ عَلَى الجسر، ونال حجارة الباب شئ من حريقها فاتسعت، وقد حضر طفيها نائب السلطنة والحاجب الكبير، ونائب القلعة وغيرهم.
الدين أحمد بن قَاضِي الْقُضَاةِ السُّبْكِيِّ بِالشَّامِ، وَقَدْ وَلِي هُوَ أيضاً القضاء بالشَّام كما تقدَّم، ثم عاد إلى مصر موفراً مُكَرَّمًا وَعَادَ أَخُوهُ تَاجُ الدِّينِ إِلَى الشَّامِ، وَكَذَلِكَ وَلَّوْا مَعَ الْبُلْقَيْنِيِّ إِفْتَاءَ دَارِ الْعَدْلِ الحنفي شيخاً يُقَالُ لَهُ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الصَّائِغِ، وهو مفتي حَنَفِيٌّ أَيْضًا.
وَفِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ سَابِعِ رَبِيعٍ الأول توفي الشيخ نور الدين محمد بن الشيخ أبي بكر قوام بزاويتهم بسفح قَاسِيُونَ، وَغَدَا النَّاسُ إِلَى جَنَازَتِهِ، وَقَدْ كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْفُضَلَاءِ الْفُقَهَاءِ بِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، دَرَّسَ بالناصرية مُدَّةَ سِنِينَ بَعْدَ أَبِيهِ، وَبِالرِّبَاطِ الدَّوَيْدَارِيِّ دَاخِلَ باب الفرج، وكان يحضر الناس، وَنَزَلَ عِنْدَنَا بِالْمَدْرَسَةِ النَّجِيبِيَّةِ (٣) ، وَكَانَ يُحِبُّ السُّنَّةَ ويفهمها جيداً رحمه الله (٤) .
(١) في البداية المطبوعة، الباسورة، وقد تقدمت الاشارة إليها قريبا.