الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنتهدي لولا أن هدانا الله، وبعد فهذا كتاب «الاستيعاب» أقدمه لقراء العربية أول مرة محققا تحقيقا علميا، وهو من أمهات كتب التراجم، وأصل من أصول التاريخ الإسلامي.
وقد جمعه مؤلفه (١) وقربه على من أراد؛ ليستغنى به القارئ عن قراءة التصنيف الطويل، واعتمد فيه على الأقوال المشهورة عند أهل العلم بالسير، والأثر والأنساب، وعلى التواريخ المعروفة التي عول عليها العلماء في معرفة تاريخ الإسلام وسير أهله.
وقد بين - في مقدمته - المراجع التي اعتمد عليها والشيوخ الذين حدث عنهم، أو قرأه عليهم.
والكتاب أس اعتمد عليه كثير من المؤرخين لرجال الإسلام، ورجع إليه كل من كتب في الصحابة، ووثقه كل من نقلوا عنه.
وبقي - مع ذلك كله - بعيدا عن متناول المثقفين والمؤرخين، فلم يطبع في مصر إلا على هامش كتاب.
أما في الهند فقد طبع مستقلا، ولكنها طبعة لم تضبط فيها كلمة، ولم تبين فيها اختلافات النسخ المخطوطة، فجاءت طبعة لا تليق به ولا تساير نهضتنا في التحقيق العلمي.
لهذا كان لا بد من إخراج الكتاب في طبعة علمية محققة، وحين صح عزمي