للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

توفى بها، ودفن في مقبرتها، وذلك سنة أربعين، وكان فصيحا خطيبا، يقال: إنه لم يكن في بنى أمية أخطب منه.

خطب أهل مصر يوما وهو وال عليها، فقال: يا أهل مصر، خف على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفارا يثقل حملها، ولا ينفعه علمها، وإني لا أداوى داءكم إلا بالسيف، ولا أبلغ السيف ما كفاني السوط، ولا أبلغ السوط ما صلحتم (١) بالدرة، وأبطئ عن الأولى إن لم تسرعوا إلى الآخرة، فالزموا ما ألزمكم الله لنا تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا. وهذا يوم ليس فيه عقاب ولا بعده عتاب.

وقد قيل: إن عتبة بن أبى سفيان توفى سنة ثلاث وأربعين.

[(١٧٦٣) عتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء الأنصاري]

شهد العقبة وبدرا.

[(١٧٦٤) عتبة بن غزوان بن جابر]

ويقال عتبة بن غزوان بن الحارث بن جابر ابن وهب (٢) بن نسيب (٣) بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار المازني. حليف لبني نوفل بن عبد مناف بن قصى يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا غزوان.

كان إسلامه بعد ستة رجال، فهو سابع سبعة في إسلامه. وقد قال ذلك في خطبته بالبصرة: ولقد رأيتني مع رسول الله سابع سبعة، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا. هاجر في أرض الحبشة وهو ابن أربعين سنة، ثم قدم على النبي وهو بمكة، وأقام معه حتى هاجر إلى المدينة مع المقداد بن عمرو، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان يوم قدم


(١) في س: ما صلحتم على الدرة.
(٢) في أسد الغابة والتهذيب: وهيب.
(٣) الضبط من س.