للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم عليه وفد بني تميم فذكروه له. وكان الأحنف عاقلا حليما ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء، لما [١] قدمت عائشة البصرة، أرسلت إليه فأتاها، فقالت: ويحك يا أحنف، بم تعتذر إلى الله من ترك [٢] جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان؟ أمن قلة عدد، أو أنك لا تطاع في العشيرة؟ قَالَ:

يا أم المؤمنين، ما كبرت السن، ولا طال العهد، وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين منه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص [٣] الإناء ثم قتلوه. قَالَ: يا أم المؤمنين، إني آخذ بأمرك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة.

وعمر الأحنف إلى زمن مصعب بن الزبير، وخرج معه إلى الكوفة لقتال المختار، فمات بها، وذلك في سنة سبع وستين، وصلى عليه مصعب بن الزبير، ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وَقَالَ: هذا سيد أهل العراق.

ذهبت إحدى عينه يوم الحرة، ودفن بقرب قبر زياد بالكوفة.

[(١٢١٠) صخر بن وداعة الغامدي.]

وغامد في الأزد [٤] . سكن الطائف، وهو معدود في أهل الحجاز.

روى عنه عمارة بن حديد، [وعمارة [٥]] رجل مجهول لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء الطائفي، ولا أعلم لصخر الغامدي غير حديث: بورك لأمتي في بكورها. وهو لفظ رواه جماعة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم.


[١] في أ: ولما.
[٢] في أ: تركك.
[٣] الموص: الغسل. أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه ولما أعطاهم ما طلبوا قتلوه (اللسان- ماص) .
[٤] في أ: في الأسد- وهي لغة في الأزد.
[٥] من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>