أقمت له في دفعة الخيل صلبه … بمثل قدامى النسر حران لهذم
على غير شيء غير أن ليس تابعا … عليا ومن لا يتبع الحق يظلم
يذكرني حاميم لما طعنته … فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وروينا عن محمد بن حاطب قال: لما فرغنا من قتال يوم الجمل قام على بن أبى طالب، والحسن بن على، وعمار بن ياسر، وصعصعة بن صوحان، والأشتر، ومحمد بن أبى بكر، يطوفون في القتلى، فأبصر الحسن بن على قتيلا مكبوبا على وجهه، فأكبه على قفاه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا فرع قريش، والله! فقال له أبوه: ومن هو يا بني؟ فقال: محمد بن طلحة.
فقال: إنا لله وإنا راجعون، إن كان - ما علمته - لشابا صالحا، ثم قعد كثيبا حزينا. فقال له الحسن: يا أبت، قد كنت أنهاك عن هذا المسير، فغلبك على رأيك فلان وفلان. قال: قد كان ذلك يا بني، فلوددت أنى مت قبل هذا بعشرين سنة. روى عنه ابنه إبراهيم بن محمد بن طلحة، وعبد الرحمن بن أبى ليلى. وقال سيف: ادعى قتل محمد بن طلحة جماعة منهم بن المكعبر الضبي، وغفار بن المسعر البصري (١).
[(٢٣٣٥) محمد بن عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر]
وهو من حلفاء بنى عبد شمس. وقيل حلفاء حرب بن أمية يكنى أبا عبد الله، كان قد هاجر مع أبيه وعميه إلى أرض الحبشة، ثم هاجر من مكة إلى المدينة مع أبيه. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته كلهم في مواضعهم من هذا الكتاب، والحمد لله.
وكان عبد الله بن جحش قد أوصى بابنه محمد هذا إلى رسول الله صلى
(١) لعله عصام بن مقشعر النصري المتقدم. وفي ش: النصري.