للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيل: بل استخلف جريرا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادا مع البصرة، وجمع له العراقين، وتوفى المغيرة بن شعبة بالكوفة في داره بها في التاريخ المذكور.

ولما قتل عثمان وبايع الناس عليا دخل عليه المغيرة بن شعبة فقال: يا أمير المؤمنين، إن لك عندي نصيحة قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة، والزبير بن العوام على البصرة، وابعث معاوية بعهده على الشام حتى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قال على: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما، وأما معاوية فلا والله لا أرانى الله مستعملا له، ولا مستعينا به، ما دام على حاله، ولكنى أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون، فإن أبى حاكمته إلى الله، وانصرف عنه المغيرة مغضبا لما لم يقبل عنه نصيحته. فلما كان الغد أتاه فقال:

يا أمير المؤمنين، نظرت فيما قلت بالأمس وما جاوبتنى به، فرأيت أنك وفقت للخير، فاطلب الحق. ثم خرج عنه، فلقيه الحسن وهو خارج، فقال لأبيه: ما قال لك هذا الأعور؟ قال: أتانى أمس بكذا وأتانى اليوم بكذا: قال: نصح لك والله أمس، وخدعك اليوم. فقال له على: إن أقررت معاوية على ما في يده كنت متخذ المضلين عضدا. وقال المغيرة في ذلك:

نصحت عليا في ابن هند نصيحة … فرد فلا يسمع (١) له الدهر ثانيه

وقلت له أرسل إليه بعهده … على الشام حتى يستقر معاوية

ويعلم أهل الشام أن قد ملكته … فأم ابن هند عند ذلك هاويه

فلم يقبل النصح الذي جثته به … وكانت له تلك النصيحة كافيه

(٢٤٨٤) المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي


(١) في ى: فلا سها.