للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يقولون: إنه لم يسلم. والله أعلم. وذكر سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة في قوله تعالى (١): ﴿ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاّ ما قَدْ سَلَفَ .. ﴾. الآية. قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم من الأوس، توفى عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه، فجاءت النبي فقالت:

يا نبي الله، لا أنا ورثت، ولا أنا تركت، فأنكح. فنزلت هذه الآية فيها.

[قال: وحدثنا] (٢) هشيم، قال: حدثنا أشعث بن سوار، عن عدي ابن ثابت، قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه قيس امرأة أبيه، فانطلقت إلى النبي فقال: يا رسول الله، إن أبا قيس قد هلك، وإن ابنه قيسا بن خيار الحي خطبني إلى نفسي، فقلت: ما كنت أعدك إلا ولدا. قالت: وما أنا بالتي أسبق رسول الله بشيء (٣).

فسكت عنها، فنزلت الآية (١): ﴿وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ﴾.

[(٣١٣٨) أبو قيس]

قيل مالك بن الحارث. وقيل: بل اسم أبى قيس صرمة (٤) بن أبى أنس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار هذا قول ابن إسحاق. وقال قتادة: أبو قيس مالك بن صفرة. والصحيح ما تقدم من قول ابن إسحاق. وقال ابن إسحاق: كان رجلا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له، فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب، وقال: أعبد رب إبراهيم. فلما قدم رسول الله المدينة أسلم فحسن إسلامه


(١) سورة النساء، آية ٢٢.
(٢) من أ
(٣) أ: إلى شيء.
(٤) تقدمت له ترجمة في صفحة ٧٣٧