هو بريدة بن الحصيب (١) بن عبد الله بن الحارث ابن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، يكنى أبا عبد الله، وقيل يكنى أبا سهل، وقيل أبا الحصيب، وقيل يكنى أبا ساسان، والمشهور أبو عبد الله، أسلم قبل بدر، ولم يشهدها وشهد الحديبية، فكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وذلك أن رسول الله ﷺ لما هاجر من مكة إلى المدينة وانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن الحصيب، فأسلم هو ومن معه، وكانوا زهاء ثمانين بيتا فصلى رسول الله ﷺ العشاء فصلوا خلفه ثم رجع بريدة إلى بلاد قومه، وقد تعلم شيئا من القرآن ليلتئذ، ثم قدم على رسول الله ﷺ بعد أحد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية، وكان من ساكني المدينة ثم تحول إلى البصرة، ثم خرج منها إلى خراسان غازيا فمات بمرو في إمرة يزيد بن معاوية، وبقي ولده بها ﵁.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد ابن زهير عن أبيه، قال حدثنا حسين بن حريث عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي ﷺ لا يتطير، ولكن يتفاءل فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بنى سهم، فتلقى النبي ﷺ فقال له نبي الله ﷺ: من أنت؟ قال: أنا نريدة. فالتفت إلى أبى بكر ﵁ فقال: يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح، ثم قال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أسلم.