[(٤٠٩١) مارية القبطية مولاة رسول الله ﷺ وأم ولده إبراهيم]
وهي مارية بنت شمعون، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وأهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له مأبور، فوهب رسول الله ﷺ سيرين لحسان بن ثابت، وهي أم عبد الرحمن بن حسان.
حدثنا عبد لوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبى ويحيى بن معين، قالا: حدثنا عفان، حدثنا حماد ابن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس: - أن رجلا كان يتهم بأم إبراهيم أم ولد رسول الله ﷺ، فقال لعلى: اذهب فاضرب عنقه، فأتاه علي رضى الله تعالى عنه، فإذا هو في ركي يتبرد فيها، فقال له على: اخرج، فناوله يده، فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف علي عنه، ثم أتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، إنه لمجبوب.
وروى الأعمش هذا الحديث فقال فيه: قال على: يا رسول الله، أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. فقال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
قال أبو عمر: هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية القبطية، أهداه معها المقوقس، وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وأظنه الخصى المأبور المذكور، من حينئذ عرف أنه خصى والله أعلم.
وتوفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب، وذلك في المحرم من سنة ست عشرة، وكان عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع، وقد ذكرنا خبر ابنها إبراهيم في أول هذا الديوان مستوعبا، والحمد لله.