للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد كَانَ يسهرني حذارك مرة ... فاليوم حق لعيني التسهيد

أبكي أمير المؤمنين ودونه ... للزائرين صفائح وصعيد] [١]

ثم تزوجها الزُّبَيْر بْن العوام، وقد ذكرنا قصتها فِي الخروج إِلَى المسجد معه ومع عمر قبله فِي (كتاب التمهيد) فِي باب يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ عمرة. فلما قتل الزُّبَيْر بْن العوام عنها قالت أيضا ترثيه:

غدر ابْن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وَكَانَ غير معرد

يَا عَمْرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشًا رعش الجنان ولا اليد

كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يَا بْن فقع القردد

ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله ... ممن [٢] مضى ممن يروح ويغتدي

والله ربك إن قتلت لمسلمًا ... حلت عليك عقوبة المتعمد

[وَكَانَ الزُّبَيْر شرط ألا يمنعها من المسجد وكانت امرأة خليفة، فكانت إذا تهيأت إِلَى الخروج للصلاة قَالَ لَهَا: والله إنك لتخرجين وإني لكاره، فتقول:

فامنعني فأجلس. فيقول: كيف وقد شرطت لك ألا أفعل، فاحتال فجلس لَهَا عَلَى الطريق فِي الغلس، فلما مرت وضع يده عَلَى كفلها، فاسترجعت، ثم انصرفت إِلَى منزلها، فلما حان الوقت الَّذِي كانت تخرج فيه إِلَى المسجد لم تخرج، فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْر: مالك لا تخرجين إِلَى الصلاة؟ قالت: فسد الناس. والله لا أخرج من منزلي. فعلم أنها ستفي بما قالت. فقال: لا روع يا بنت عمر. وأخبرها الخبر، فقتل عنها يوم الجمل] [٣] .

ثم خطبها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي اللَّه عنه بعد انقضاء عدتها من الزُّبَيْر،


[١] من أ.
[٢] أ: فيما.
[٣] من أ

<<  <  ج: ص:  >  >>