للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المهاجرات، تزوجها عبد الله بن أبى بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع، فأولع بها وشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك، فقال:

يقولون طلقها وخيم مكانها … مقيما تمنى النفس أحلام نائم

وإن فراقي أهل بيت جميعهم (١) … على كثرة منى لإحدى العظائم

أرانى وأهلي كالعجول تروحت … إلى بوها قبل العشار الروائم

فعزم عليه أبوه حتى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عليه أبو بكر، وهو يقول:

[أعاتك لا أنساك ما ذر شارق … وما ناح قمري الحمام المطوق

أعاتك قلبي كل يوم وليلة … إليك بما تخفي النفوس معلق] (٢)

ولم (٣) أر مثلي طلق اليوم مثلها … ولا مثلها في غير جرم تطلق

لها خلق جزل ورأى ومنصب … وخلق سوى في الحياء ومصدق

فرق له أبوه، فأمره فارتجعها.

[فقال حين ارتجعها:

أعاتك قد طلقت في غير ريبة … وروجعت للأمر الذي هو كائن

كذلك أمر الله غاد ورائح … على الناس فيه ألفة وتباين

وما زال قلبي للتفرق طائرا … وقلبي لما قد قرب الله ساكن

ليهنك أنى لا أرى فيه سخطة … وأنك قد تمت عليك المحاسن

وأنك ممن زين الله وجهه … وليس لوجه زانه الله شائن] (٤)

ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله فرمى بسهم فمات


(١) أ، والإصابة: جمعتهم.
(٢) من أ.
(٣) أ: فلم.
(٤) من أ.