للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله عنه، وشهد أبو رافع أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد بدرا، وإسلامه قبل بدر إلا أنه كان مقيما بمكة فيما ذكروا، وكان قبطيا.

واختلفوا في وقت وفاته، فقيل: مات قبل [قتل] (١) عثمان ، وقال الوقدى: مات أو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان بيسير، وقيل: مات في خلافة علي . روى عنه ابناه عبيد الله والحسن، وعطاء بن يسار.

(٣٥) أسلم (٢) الحبشي الأسود

كان مملوكا لعامر اليهودي يرعى غنما له.

قال ابن إسحاق: وكان

من حديثه فيما بلغني: أنه أتي رسول الله ، وهو محاصر بعض حصون خيبر ومعه غنم له، وكان فيها أجيرا لليهودي، فقال: يا رسول الله، أعرض علي الإسلام. فعرضه عليه، فأسلم، وكان رسول الله لا يحقر أحدا يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه، فلما أسلم قال: يا رسول الله، إني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها؟ قال: اضرب في وجهها، وقال فسترجع إلى ربها فقام الأسود فأخذ حفنة من حصى، فرمى بها في وجهها، وقال لها:

ارجعي إلى صاحبك، فوالله لا أصحبك بعدها أبدا. فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها، حتى دخلت الحصن. ثم تقدم إلى ذلك الحصن فقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى الله تعالى صلاة قط. فأتى به إلى رسول الله وقد سجى بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه،


(١) من م.
(٢) قال في الإصابة: «اعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم، وهو اعتراض متجه، وقد سماه أبو نعيم يسارا.