هو عبد الله بن عبد نهم، هو عم عبد الله ابن مغفل، سمى ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله ﷺ أعطته أمه بجادا لها - وهو كساء شقه باثنين، فاتزر بواحد منهما، وارتدى بالآخر.
وقال ابن هشام: إنما سمى ذا البجادين لأنه كان ينازع إلى الإسلام فيمنعه قومه من ذلك ويضيقون عليه حتى تركوه في بجاد له ليس عليه غيره، والبجاد الكساء الغليظ الجافي، فهرب منهم إلى رسول الله ﷺ، فلما كان قريبا منه شق بجاده باثنين فاتزر بواحد واشتمل بالآخر. ثم أتى رسول الله ﷺ وقيل له ذو البجادين لذلك. وخبره أكمل من هذا. وكانت أمه قد سلطت عليه قومه فجردوه طمعا منها أن يبقى معها ولا يهاجر. ومات في عصر النبي ﷺ. روى عنه عمرو بن عوف المزني. وعمرو بن عوف أيضا له صحبة.
ذكر ابن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم التميمي أن عبد الله بن مسعود كان يحدث، قال: قمت في جوف الليل وأنا مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك. قال: فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، قال: فاتبعتها انظر إليها، فإذا رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر ﵄، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قدمت وإذا هم قد حفروا له ورسول الله ﷺ في حفرته، وأبو بكر وعمر ﵄ يدليانه إليه، وهو يقول: أدليا إلى أخاكما.
فدلياه إليه، فلما حناه لشقه قال: اللهم إني قد أمسيت راضيا عنه فارض عنه. قال يقول عبد الله بن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة.