في أصحابك، ولوددنا أن الله أعفاك منهم، ثم خرج من عند رسول الله ﷺ، وهو بحمراء الأسد، حتى لحق أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله ﷺ وأصحابه، وقالوا: أصبنا أحد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم، فلنفرغن منهم. فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع إليه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فلهم من الحنق عليكم شيء. لم أر مثله قط. قالوا: ويلك ما تقول؟ فقال: والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فوالله، لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قال: فأنا أنهاك عن ذلك، فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر. قال: وماذا قلت؟ قال: قلت:
كادت تهد من الأصوات راحلتي … إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
وذكر الأبيات في المغازي، وتمام الحديث.
[باب معتب]
(٢٤٥٦) معتب (١) بن بشير
ويقال معتب بن قشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
شهد بدرا، وأحدا، وكان قد شهد العقبة. يقال: إنه الذي قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا.