اليمن، واستعمله رسول الله ﷺ أيضا على صدقات كندة والصدف، ثم ولاه أبو بكر اليمن، وهو الذي افتتح حصن النجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصاري، وهما بعثا بالأشعث بن قيس أسيرا، فمن عليه أبو بكر أو حقن دمه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وجدت في كتاب أبى بخطه: حدثنا الشافعي في نسب قريش في بنى مخزوم المهاجر بن أبى أمية شهد فتح حصن النجير.
[(٢٥٠٣) المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي]
كان غلاما على عهد رسول الله ﷺ هو وأخوه عبد الرحمن بن خالد، وكانا مختلفين. كان عبد الرحمن مع معاوية، وكان المهاجر مع على بن أبى طالب محبا فيه وفي ذريته. وشهد معه الجمل وصفين، وكان له ابن يسمى خالد ابن المهاجر، ولما قتل اليهودى ابن أثال طبيب معاوية عمه عبد الرحمن بن الوليد كان عروة بن الزبير يعيره بترك ثأره، فخرج خالد ونافع مولاه من المدينة حتى أتيا دمشق، فرصدا الطبيب ليلا عند مسجد دمشق، وكان يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه قوم من حشم معاوية حملا عليهم فانفرجوا، وضرب خالد بن المهاجر اليهودى الطبيب فقتله - في خبر طويل، ذكره جماعة من أهل العلم بالأخبار، منهم عمر بن شبة وغيره، ثم انصرف خالد بن المهاجر إلى المدينة، وهو يقول لعروة بن الزبير:
قضى لابن سيف الله بالحق سيفه … وعرى من حمل الذحول (١) رواحله
فإن كان حقا فهو حق أصابه … وإن كان ظنا فهو بالظن فاعله
سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد … وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله