للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتوفى سنة خمسين من الهجرة بالكوفة، ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال.

إن تحت الأحجار حزما وجودا … وخصيما ألد ذا معلاق (١)

حية في الوجار أربد لا ينفع … منه السليم نفت الراقى

ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.

روى مجالد، عن الشعبي، قال: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد.

فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير

وحكى الرياشي، عن الأصمعي، قال: كان معاوية يقول:

أنا للإناءة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغير والكبير، والمغيرة للأمر العظيم.

قال أبو عمر. يقولون: إن قيس بن سعد بن عبادة لم يكن في الدهاء بدون هؤلاء، مع كرم كان فيه وفضل.

حدثنا سعيد بن مسور، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن على، حدثنا محمد بن قاسم، حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا سحنون، عن ابن نافع، قال: أحصن المغيرة ابن شعبة ثلاثمائة امرأة في الإسلام. قال ابن وضاح: غير ابن نافع يقول: ألف امرأة. ولما شهد على المغيرة عند عمر عزله عن البصرة، وولاه الكوفة، فلم يزل عليها إلى أن قتل عمر فأقره عليه عثمان، ثم عزله عثمان، فلم يزل كذلك. واعتزل صفين، فلما كان حين الحكمين لحق بمعاوية، فلما قتل علي، وصالح معاوية الحسن، ودخل الكوفة، ولاه عليها وتوفى سنة خمسين. وقيل: سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميرا عليها لمعاوية، واستخلف عليها عند موته ابنه عروة.


(١) اللسان - علق وهو منسوب فيه المهلهل.