للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المدينة ابن أربعين سنة، وكان أول من نزل البصرة من المسلمين، وهو الذي اختطها، وقال له عمر - لما بعثه إليها: يا عتبة، إني أريد أن أوجهك لتقاتل بلد الحيرة، لعل الله سبحانه يفتحها عليه، فسر عليك بركة الله تعالى ويمنه، واتق الله ما استطعت، واعلم أنك ستأتي حومة (١) العدو. وأرجو أن يعينك الله عليهم، ويكفيكهم، وقد كتبت إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بن هرثمة (٢)، وهو ذو مجاهدة للعدو، وذو مكايدة شديدة، فشاوره، وادع إلى الله ﷿، فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبى فالجزية عن يد مذلة وصغار، وإلا فالسيف في غير هوادة، واستنفر من مررت به من العرب، وحثهم على الجهاد، وكابد العدو، واتق الله ربك.

فافتتح عتبة بن غزوان الأبلة، ثم اختط مسجد البصرة، وأمر محجن بن الأدرع، فاختط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب، ثم خرج عتبة حاجا، وخلف مجاشع بن مسعود، وأمره أن يسير إلى الفرات، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلى بالناس، فلم ينصرف عتبة من سفره ذلك في حجته حتى مات، فأقر عمر المغيرة بن شعبة على البصرة.

وكان عتبة بن غزوان قد استعفى عمر عن ولايتها، فأبى أن يعفيه، فقال:

اللهم لا تردنى إليها، فسقط عن راحلته، فمات سنة سبع عشرة، وهو منصرف من مكة إلى البصرة، بموضع يقال له معدن بنى سليم (٣) - قاله ابن سعد ويقال:

بل مات بالربذة (٤) سنة سبع عشرة - قاله المدائني. وقيل: بل مات عتبة بن غزوان سنة خمس عشرة وهو ابن سبع وخمسين سنة بالمدينة.


(١) في ى: حرمة.
(٢) في ى: بن خزيمة.
(٣) من أعمال المدينة على طريق نجد (ياقوت).
(٤) الربذة: قرية من قرى المدينة على ثلاثة أميال (ياقوت).