للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان رجلا طوالا. وقيل: إنه مات في العام الذي اختط فيه البصرة، وذلك في سنة أربع عشرة، وسنه ما ذكرنا، وأما قول من قال: إنه مات بمرو - فليس بشيء، والله أعلم بالصحيح من هذه الأقوال.

والخطبة (١) التي خطبها عتبة بن غزوان محفوظة عند العلماء، مروية مشهورة من طرق، منها ما:

حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان، قال: حدثنا أحمد بن معتب، قال: حدثنا الحسين ابن الحسن المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء (٢).

وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء. وأنتم منتقلون عنها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا [منها (٣)] بخير ما بحضرتكم، فإنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم، فيهوى سبعين عاما لا يدرك لها قعرا (٤)، والله لتملأن، فعجبتم، ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليها يوم، وللباب كظيظ من الزحام. ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول الله ، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى تقرحت أشداقنا، فالتقط بردة فاشتققتها بنى وبين سعد بن مالك، فأتزرت ببعضها وأتزر ببعضها، فما أصبح اليوم منا واحد إلا وهو أمير على مصر من الأمصار.

وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الناس صغيرا، فإنها لم تكن.

.


(١) من هنا إلى آخر الخطبة ليس في س
(٢) أي خفيفة سريعة (النهاية).
(٣) من أسد الغابة
(٤) في أسد الغابة: سبعين خريفا لا يبلغ قعرها.