للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتحقن الدماء. قلت: ومن معك على هذا؟ قال: حر وعبد يعنى أبا بكر، وبلالا. فقلت: أبسط يدك أبايعك، فبايعته على الإسلام. قال: فلقد رأيتني وأنا ربع (١) الإسلام. قال. وقلت: أقيم معك يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن الحق بقومك، فإذا سمعت أني قد خرجت فاتبعني قال: فلحقت بقومي، فمكثت دهرا منتظرا خبره حتى أتت رفقة من يثرب، فسألتهم عن الخبر، فقالوا: خرج محمد من مكة إلى المدينة، قال: فارتحلت حتى أتيته. فقلت:

أتعرفنى؟ قال: نعم، أنت الرجل الذي أتيتنا بمكة. وذكر الخبر طويلا.

يعد عمرو بن عبسة في الشاميين. روى عنه أبو أمامة الباهلي، وروى عنه كبار التابعين بالشام، منهم شرحبيل بن السمط، وسليم بن عامر، وضمرة ابن حبيب، وغيرهم.

أنبأنا محمد بن خليفة، وخلف بن قاسم، قالا: حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا جعفر بن محمد الفرياني، حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبى عمرو السيبانى (٢)، عن أبى سلام الحبشي، وعمرو بن عبد الله الشيباني - أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، فرأيت أنها آلهة باطلة، يعبدون الحجارة، والحجارة لا تضر ولا تنفع. قال: فلقيت رجلا من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين، فقال: يخرج رجل من مكة يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها، وهو يأتى بأفضل الدين، فإذا سمعت به فاتبعه فلم يكن لي هم إلا مكة أسأل هل حديث فيها أمر؟ فيقولون: لا. فأنصرف


(١) ربع الإسلام: رابع من أسلم.
(٢) في الأصول: الشيباني. والتصحيح من هوامش الاستيعاب واللباب.