للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحمد بن محمد بن الحجاج، قال: حدثني خالي أبو الربيع، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السرح، ويحيى بن سليمان، قالوا: حدثنا ابن وهب، قال:

حدثني حرملة بن عمران، عن يزيد بن أبى حبيب - أنه سمعه يحدث محمد بن يزيد بن أبى زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب الكتابيين (١) حتى إذا بلغا صفين وقف كعب، ثم نظر ساعة، فقال: لا إله إلا الله، ليهرقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يهرق ببقعة من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا، فإن هذا من العيب الذي استأثر الله به. فقال كعب: ما من شبر من الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران ما يكون عليه إلى يوم القيامة. فقال محمد بن يزيد: ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل:

تقول: ومن قيس بن خرشة! وما تعرفه، وهو رجل من أهل بلادك؟ قال:

والله ما أعرفه. قال: فإن قيس بن خرشة قدم على رسول الله فقال: أبايعك على ما جاءك من الله، وعلى أن أقول بالحق. فقال رسول الله : يا قيس، عسى أن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول لهم الحق. قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إلا وفيت به، فقال رسول الله : إذا لا يضرك بشر. قال:

فكان قيس يعيب زيادا وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله ابن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنت الذي تفترى على الله وعلى رسوله ! فقال: لا والله، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفترى على الله


(١) في ى: ذو الكتابين.