للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هو وقومه، ولم يفارقه حتى قتل، وكان قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة، وكايد فيه عليا، ففطن على بن أبى طالب بمكيدته فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتى عزل قيسا، وولى محمد بن أبى بكر، ففسدت عليه مصر.

وروى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب. ولما أجمع الحسن على مبايعة معاوية خرج عن عسكره، وغضب، وبدر منه فيه قول خشن أخرجه الغضب، فاجتمع إليه قومه، فأخذ لهم الحسن الأمان على حكمهم، والتزم لهم معاوية الوفاء بما اشترطوه، ثم لزم قيس المدينة، وأقبل على العبادة حتى مات بها سنة ستين وقيل: سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية، وكان رجلا طوالا سناطا (١).

وروى ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، قال: حدثني بكر بن سوادة، عن أبى حمزة، عن جابر، قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة، فنحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول الله ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد، فقال رسول الله :

إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت. وهو القائل: اللهم ارزقني حمدا ومجدا.

فإنه لا حمد إلا بفعال، ولا مجد إلا بمال.


(١) السناط - بالكسر، وبالضم: لا لحية له أصلا أو الخفيف العارض. أو لحيته في الذقن وما بالعارضين شيء (اللسان).