للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأذى عنه، وكان مجودا مطبوعا، قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر، وعرف به، ثم أسلم وشهد العقبة، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها. وقد قيل: إنه شهد بدرا، فالله تعالى أعلم. وهو أحد الثلاثة الأنصار الذين قال الله فيهم (١): ﴿وعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ .. ﴾. الآية، وهم: كعب بن مالك الشاعر هذا، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة، تخلفوا عن غزوة تبوك، فتاب الله عليهم، وعذرهم، وغفر لهم، ونزل القرآن المتلو في شأنهم. وكان كعب بن مالك يوم أحد لبس لأمة النبي ، وكانت صفراء، ولبس النبي لأمته، فجرح كعب بن مالك أحد عشر جرحا.

وتوفى كعب بن مالك في زمن معاوية، سنة خمسين. وقيل سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمى وذهب بصره في آخر عمره. يعد في المدنيين. روى عنه جماعة من التابعين.

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا الرياشي، قال: حدثنا عبيد بن عقيل، قال. حدثنا جرير ابن حازم، عن محمد بن سيرين، قال: كان شعراء المسلمين: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، فكان كعب يخوفهم الحرب، وعبد الله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب. قال ابن سيرين:

فبلغني أن دوسا إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك:

قضينا من تهامة كل وتر … وخيبر ثم أغمدنا السيوفا


(١) سورة التوبة، آية ١١٩.