قال أسلم مولى عمر بن الخطاب ﵁: كأني أنظر إلى الأشعث ابن قيس، وهو في الحديد يكلم أبا بكر، وهو يقول: فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك سمعت الأشعث يقول: استبقني لحربك وزوجني أختك، ففعل أبو بكر ﵁.
قال أبو عمر ﵁: أخت أبي بكر الصديق ﵁ التي زوجها من الأشعث بن قيس هي أم فروة بنت أبى قحافة، وهي أم محمد ابن الأشعث، فلما استخلف عمر خرج الأشعث مع سعد إلى العراق، فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند، واختط بالكوفة دارا في كندة ونزلها، وشهد تحكيم الحكمين، وكان آخر شهود الكتاب.
مات سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة أربعين بالكوفة، وصلى عليه الحسن بن علي ﵄.
وروى: أن الأشعث قدم على رسول الله ﷺ في ثلاثين راكبا من كندة وقالوا: يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار، فتبسم رسول الله ﷺ وقال: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا.
وروى الأشعث أحاديث عن النبي ﷺ، روى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو وائل، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن عدي (١) الكندي.
وروى سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبى خالد قال: شهدت جنازة فيها جرير والأشعث، فقدم الأشعث جريرا، وقال: إني ارتددت ولم ترتد.